12 سبتمبر 2025

تسجيل

أعداء الإسلام ضد الإنسانية

02 يناير 2016

تصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الأخيرة ضد الإسلام والمسلمين لا تكشف الوجه الحقيقي لبعض النخب السياسية الغربية وحسب، وإنما تقدم صورة مفجعة لنمط التفكير الذي يعادي الآخر بما يتضاد ويتناقض مع مبادئ وقيم حقوق الإنسان العالمية، خاصة وأنه حفّز كثيرا من العامة للاصطفاف حول برنامجه العدائي، في وقت لا يمكن تصوّر أن ينبث ببنت شفة تجاه السامية حتى لا يوصف كمعادٍ للسامية، وتلك حالة غريبة وشاذة من ازدواجية المعايير الإنسانية والأخلاقية.في الولايات المتحدة الأمريكية ملايين المسلمين، وفي الغرب عامة توجد قطاعات واسعة من المجتمعات تدين بالإسلام، فهل يمكنه توقيف أو تعطيل حركة هؤلاء لمجرد أنه يدعو لعدم قبولهم في بلاده؟ بغض النظر عن مخالفة ذلك للدستور الأمريكي، لماذا ينتج نمطا جديدا من الصراع الإنساني والحضاري والديني في بلاده؟ هل يكون بذلك مؤهلا لقيادة أكبر بلد في العالم وتفتخر بارتفاع مستويات الوعي والحريات فيها؟ خوفه وحده ليس مبررا لاتخاذ خطوة عشوائية وعدائية ضد الآخرين، خاصة وأنه يرتبط بعلاقات تجارية واقتصادية على نطاق واسع مع مسلمين مستثمرين داخل أو خارج بلاده، وغيره كثير من رجال الأعمال.مثل هذه التصريحات السلبية لا تخدم قضايا الأمن والسلام، وإنما تشعل الصراعات وتؤزم المواقف، وتخلق نوعا من التحديات التي يمكن تجنبها للحصول على السلم، فقانون معادة السامية المتشدد يمنع ترامب وأمثاله من الاقتراب، تصريحا أو تلميحا، لكل ما يمكن أن يسيء أو يجرح مشاعر اليهود، رغم أن خلفية ذلك دينية محضة، فلماذا لا يتأدب خطاب هؤلاء حين يوجهونه لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم، ويتم استفزاز المتشددين منهم بتصريحات بلهاء هي التي تدفعهم للإرهاب ورد الاعتبار السلبي لما يعتبرون أنه نيل من كرامتهم الإنسانية والدينية، فيما يأمن غيرهم من اليهود وحتى المسيحيين المتشددين بحكم القانون من أن يتعرضوا لأي استفزاز يحفزهم لرد فعل إجرامي.من المهم أن تبادر الهيئات والمؤسسات الإسلامية للتعامل مع مثل هذه التصريحات وتفريغها من مضمونها حتى لا تتراكم في النفوس، وحصار ترامب وغيره ممن يطلقون التصريحات المجانية في زاوية أخلاقية وإنسانية ضيقة تجعلهم هم المجرمون بحق غيرهم، ويسيئون للأديان وأتباعها بصورة منهجية ومتعمدة واستفزازية ينبغي أن تتوقف خاصة الإسلام الذي يتعرض لهجمات لا مبرر لها مطلقا، يفترض أن تكون في إطار شخصي وليس لشخصيات عامة في مناسبات جماهيرية.