11 سبتمبر 2025
تسجيلتمارس إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية سياسة الهروب إلى الأمام عند تفجّر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويبدأ ترديد جمل سياسية مكررة يتم تناولها من أرشيف التصريحات في المواقف الفلسطينية مثل «لا يوجد شريك فلسطيني في السلام» أو «الفلسطينيون يمارسون الإرهاب ويبدؤونه» وغير ذلك من مسرح اللامعقول السياسي والإنساني. لم يتردد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في أن يصف الانتفاضة الفلسطينية بالإرهابية، ويقفز على الحقيقة الجوهرية في مجريات ويوميات الموت في الشارع الفلسطيني، وهي أن جنود الاحتلال يقتلون النساء لأنهن منقبات ويقتلون الأطفال لأن العقيدة التوراتية المزيفة تبيح لهم ذلك، وأنهم يهدمون البيوت على رؤوس ساكنيها، ويقلعون الأشجار الخضراء التي تعطي الحياة، ويعيدون أسر المعتقلين ويمنعوهم الماء والغذاء والدواء. تزوير الحقائق والالتفاف عليها صناعة إسرائيلية وأمريكية خالصة لم تعد تنطلي على العالم، ذلك أمر ينبغي أن يتوقف لأنه مفضوح وغير إنساني، إذ لا يمكن التركيز على رد الفعل وترك الفعل الأساسي الذي ينتج الإرهاب ويمارس رذيلة القتل بدم بارد على مرأى من العالم ثم يخرج مسؤول أمريكي أو إسرائيلي لتحميل طفل فلسطيني قتلت عائلته مسؤولية إطلاق الرصاص الإسرائيلي في القلوب والرؤوس. لا يمكن أن نصل إلى حل أو تسوية طالما يكذب الأمريكان والإسرائيليون دون حياء، ويفرطون في تفسير الإرهاب وإرهاب الدولة الإسرائيلية بصورة لا تتناسب مع الواقع، إنهم يبدون كمن يعيش في عالمه وليس العالم الحقيقي، وذلك لا يمكن أن يأتي بسلام أو يصنع استقرارا في منطقة ملتهبة بجرائم طويلة على مدى عقود تجد دفاعا من الطرف الأمريكي واستمرارا من الإسرائيلي، ووصولنا إلى أعتاب الانتفاضة الثالثة تحد سنسمع معه كثيرا من الأكاذيب الأمريكية والإسرائيلية التي لن يصدقها العالم وسيقدمهم ذلك بصورة وحشية وقبيحة للغاية، وذلك لا يهمنا كثيرا لأنه معروف بالضرورة ولكن لابد من دور إنساني حقيقي يوقف العبث بحياة الفلسطينيين واستهدافهم لأنهم يثورون لأجل حريتهم وكرامتهم وحقهم في العيش في وطنهم، فما يتعرضون له حاليا يفوق الاحتمال وعار على المجتمع الدولي أن يظل واقفا يرى وقائع الموت اليومي ويسمه الكذب الصريح وكأن الجميع في حالة غفلة عما يمارسه جنود الاحتلال من قتل ينجون من تبعاته وإهانات لا ترد لهم.