19 سبتمبر 2025
تسجيلمع قدوم الشهر الكريم.. تكثر المسلسلات الرمضانية، وتتبارى الفضائيات في تقديم أعمالها التجارية التي تتفاوت في مستواها، ولكنها تتفق في أمر واحد وهو تضييع أوقات الصائمين، وشغلهم عما هو أهم من المشاهدات التلفزيونية، ومهما بلغت أهمية بعض هذه المسلسلات فإنها حتما لن ترقى إلى أهمية العبادة المفروضة، وما يصاحبها من أعمال الخير المختلفة بما فيها البعد عن الفحشاء والمنكر ومعصية الله ورسوله، وإذا كانت بعض هذه المسلسلات تعالج بعض القضايا المهمة في حياتنا العامة فإنها رغم قلتها يجب ألا تلهينا عما هو أهم منها من امور العبادات والطاعات وهي كثيرة ولله الحمد.ومع الأحداث الجسيمة التي يمر بها عالمنا العربي، فإن حمى المسلسلات التلفزيونية لم تتراجع حرارتها، وقد بدأ الاعلان عن بعضها في وقت مبكر، وكأن هذا العالم العربي لا تنقصه إلا هذه المسلسلات، والتي هي في معظمها لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تبعث على الحسرة لدى الشعوب المنكوبة بحكامها، والتي تعيش مآسيها المدمرة، وتعاني صداماتها المريرة كل يوم، دون أن تجد من يواسيها أو يقف إلى جانبها من الشعوب العربية الأخرى، شعوب عربية تتلقى بصدورها العارية رصاص الحكام، وشعوب عربية أخرى تنشغل بمشاهدة المسلسلات التلفزيونية، لتزيد من تضخم جيوب المتاجرين بهموم شعوبهم من المنتجين الذين استمرأوا الربح بأسهل الطرق.ومن المؤسف أن يقترن رمضان الكريم بجلاله وقدره بأمرين أحدهما أسوأ من الآخر، هما الإسراف في الأكل والإسراف في مشاهدة المسلسلات التلفزيونية المسماة رمضانية وهي لا علاقة لها برمضان لا في مضمونها ولا في أهدافها، وكل ما في الأمر أنها تعرض في هذا الشهر الكريم، فاكتسبت صفة الانتساب إليه دون وجه حق، ومع ذلك فإنها يعاد عرضها بعد الشهر الكريم، بمعنى أن من يحرص على مشاهدة المهم منها وفاتته مشاهدتها، فإن بإمكانه ذلك فيما بعد، ليتفرغ في رمضان للصيام وموجباته وما يتبعه من أعمال الخير.ويبدو أن المسلسلات التلفزيونية شر لابد منه في رمضان بعد أن ضاق المواطن العربي بهمومه اليومية، ولم يجد مفرا منها سوى الهرب إلى إدمان مشاهدة هذه المسلسلات وغيرها، مما يشغله ولو إلى حين عن إدمان همومه اليومية المعتادة، وهو هروب له سلبياته خاصة عندما تشغله العادات عن العبادات، وهذا أمر مخجل بحق الإنسان ذاته، ومن حوله من أفراد أسرته، خاصة رب الأسرة الذي سيجد من يحذو حذوه من أفراد أسرته، وعلينا ألا ننسى قيمة الوقت، وأهمية استثماره فيما يعود على الإنسان بالفائدة في دنياه وآخرته، وكما يضر الإسراف في مشاهدة هذه المسلسلات الإنسان بتضييع وقته، فإن الإسراف في الأكلات الرمضانية يضر الانسان بتضييع صحته، ولعل هذا الإسراف في الأكلات الرمضانية المليئة بالدهون والسكريات، تفشي الأمراض الناتجة عن زيادة الوزن، ولا ننسى أن هذا الإسراف هو أحد أسباب ظاهرة الغلاء التي تسفر عن وجهها مع بداية الشهر الكريم، مع أن الغلاء موجود في الأصل، لكنه يزداد شراسة في الشهر الكريم، حين يقبل الناس على تكديس المواد الاستهلاكية، وتحفل موائدهم في الإفطار بما يفوق طاقتهم على الأكل، وكذلك طيلة الوقت الممتد ما بين الإفطار والسحور، وهو إسراف مذموم، وكذلك فإن شراهة التسوق وتخزين المواد الاستهلاكية أمر غير مبرر، فالأسواق مفتوحة قبل وأثناء وبعد رمضان، بحيث تنتفي الحاجة لشراء كميات من الأطعمة تزيد عن الحاجة الاستهلاكية للأسرة.كلنا نعرف أن رمضان مقترن بالعبادات والطاعات وأعمال الخير والتقرب إلى الله بالدعاء والصدقات وقراءة القرآن والابتعاد عن فواحش القول والعمل، فهل كلنا نطبق ما نعرف خلال الشهر الكريم، وماذا تفيد المعرفة إذا لم تتحول إلى فعل يستفيد منه الإنسان، ويفيد غيره. وكل رمضان وأنتم ومن تحبون بألف خير. خليل[email protected]