11 سبتمبر 2025

تسجيل

فاز أردوغان... فهل انتهت المعركة وزال الخطر؟

31 مايو 2023

لا شك أن من حقنا نحن الحالمين بانتصار الحق والخير على الظلم والشر أن نفرح بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة، بعد معركة انتخابية حامية الوطيس لم يحمِها إلا شدة جرأة الواقفين وراء الباطل وتحريشهم للإيقاع بالرجل تحريشا وصل إلى حد إعلان العداء الصريح الذي كشف عورة حقدهم وأهدافهم الدفينة التي لا تريد السماح للديمقراطية بأن تعمل متناسين دندنتهم التي لا تنقطع ليل نهار عن ضرورة تطبيق الديمقراطية في كل أنحاء العالم. لكن بعد هذا الفرح، وبعد أن ظلت الأنفاس محبوسة خوفا من أن يلجأ هؤلاء إلى ألاعيبهم المعروفة والمجربة لإسقاط أردوغان، في أكثر من مناسبة كانت أفدحها محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2106، يحق علينا ويلزمنا أن نتساءل، هل انتهت المعركة حقا وزال الخطر؟ الإجابة هي أن هؤلاء المتشدقين بالدفاع عن الديمقراطية لهم جرائم سابقة أو سوابق إجرامية، إن شئت، في إسقاط الديمقراطيات الحقيقية على مدى عقود طويلة. وكأنهم متخصصون فعلا في إسقاط الديمقراطيات الناجحة والأمثلة في ذلك في أمريكا اللاتينية وآسيا، وأفريقيا أكثر من أن تسعها هذه المساحة. بالأمس قدم الخاسر كليشدار أوغلو ما يمكن اعتباره أول بيان في حرب الدولة العميقة في تركيا ومن وراءها على ديمقراطية تركيا الحقيقية الناجحة، ومضيها نحو سيناريو مماثل لما حدث عربيا بقوله: "إن تركيا ستواجه أياما صعبة في الفترة المقبلة"، مضيفا أنه وحزبه من سيقفون ضدها، مذكرا بمقولات من قبيل "الإرهاب المحتمل". وعلى الفور خرجت الصحف الغربية وفي مقدمتها الإيكونوميست مستأنفة تحريضها ضد أردوغان قائلة: "لقد ضاعت أفضل فرصة خلال عشر سنوات، لتصحيح مسار الديمقراطية في تركيا بفوز أردوغان". والغريب أنها تقول ذلك بينما لم يجرؤ أي فريق مراقبة دولي للانتخابات حتى على الزعم بأن الانتخابات كانت مزورة. فإذا كانت الانتخابات أجريت وفق المعايير الديمقراطية النزيهة فكيف لتلك المجلة التي تمثل وجهة نظر النخب العليا في المجتمع الغربي أن تتجرأ على هذا القول؟ البي بي سي التي ساهمت بدور واضح في التمهيد لانقلابات نشرت، بدورها، تقريرا لها من إسطنبول يصف الرئيس أردوغان بأنه رئيس مستبد والشعب التركي بأنه منقسم على نفسه، ولم تنس أن تشير إلى مسألة أن نصف الشعب تقريبا هم من انتخبوا أردوغان، واختتمت تقريرها بكلام لشبان أتراك يقولون إنهم سيواصلون النضال. بل إن التقرير أفرد مساحة ليست قليلة للشواذ للتعبير عن تشاؤمهم من فوز أردوغان. هذه عينة فقط من انعكاس فوز أردوغان على تلك القوى التي ما فتئت تصنع الانقلابات وتسقط الديمقراطيات، ومن بينها، للأسف، قوى إقليمية عربية. ودعونا لا ننسى أن محاولات التخلص من هوجو شافيز رئيس فنزويلا السابق استمرت سنوات طويلة حتى قتلوه كما قالت مصادر عدة بسلاح سري يسبب سرطان الأنسجة الرخوة العنيف. فهل حقا انتهت المعركة معهم وزال خطرهم الذي لا يهدد تركيا وحدها بل كل أنصار الحق والحقيقة في المنطقة؟