17 سبتمبر 2025

تسجيل

فاشلون من ينسجون البهتان حول قطر

31 مايو 2017

ستعيش قطر رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء، هذا البيت لأبي القاسم الشابي ما لبث يتردد على وجداني كلما أكتشف سيل الأكاذيب التي تنسجها لوبيات غبية وفاقدة الحجة ضد دولة قطر، وآخر هذه الأكاذيب يتميز بالطرافة لا بالذكاء لأنه يعتمد على اختراق عادي لموقع وكالة الأنباء القطرية وتأليف تصريحات لصاحب السمو أمير البلاد ولوزير الخارجية القطري لم تصدر عنهما بتاتا وكانت الأوساط الدبلوماسية القطرية أول من فندها لأنها بكل بساطة من "إنتاج" مطابخ إعلامية مخابراتية معروفة لم تستطع أن تجد مبررات حقيقية لإلحاق الأذى بدولة قطر فلجأت إلى الاختلاق والتدليس بواسطة عصابات "هاكرات" محترفين يفتحون اليوم في كل مكان من العالم دكاكين هاكر ويقبضون الثمن ويقولون ما يشاء الزبون لمن يختاره الزبون هدفا للمؤامرة. ولعل الناس نسوا ما روجته مواقع عديدة من تلفيقات للسعودية والإمارات وكل دول الخليج خلال هذه العشرية الماضية، وبالطبع منعنا ذكاؤنا من تصديق تلك الترهات التي لا تصدر عن مسؤولين في دول شقيقة ولم نردد أيا من صناعات الكذب فلماذا إذن يصر البعض القليل اليوم على تصديق البهتان وصم الأذان عن سماع التصويب والتوضيح حين تهب الأوساط الرسمية القطرية لوضع الأمور في نصابها. الجميع يدرك منذ زمن بأن الدبلوماسية القطرية ترتكز على المبادئ والقيم وتحترم أشد الاحترام مصالح شقيقاتها في مجلس التعاون وهي من مؤسسيه الرواد سنة 1981 ولم تأل جهدا في تجسيد ميثاقه وتفعيل مختلف مجالات التعاون بين أعضائه ونصرة كل من يتعرض منهم لعدوان بصدق ودون حسابات. والكل يعلم أيضا أن الحراك الدبلوماسي القطري المبارك تجاوز حدود الخليج لتكون قطر الوسيط النزيه بين الأشقاء المختلفين وأثبتت الدوحة نجاعة دورها السلمي في رأب الصدع بين الإخوة اللبنانيين والإخوة السودانيين والإخوة الفلسطينيين وحل المعضلات العربية الدولية المستعصية في عديد الأزمات المعقدة بين الليبيين والعالم في قضية الممرضات البلغاريات، وبين السوريين والعالم قبل الأزمة السورية وأثناءها ويتذكر الأوفياء العرب ما قامت به القيادة القطرية من مجهود مبارك عظيم لإعادة إعمار قطاع غزة بعد دك منشآته وبنيته التحتية من قبل القوات الإسرائيلية ثم إعادة إعمار جنوب لبنان البطل بعد جلاء الاحتلال الإسرائيلي عنه ثم المبالغ الضخمة التي ضختها قطر في الاقتصادات العربية الهشة والمواقف الثابتة والمشرفة التي أعلنتها قطر لمسايرة تطلعات الشعوب نحو حرياتها وبناء دول العدل والقانون والحريات العامة. فهل تجني قطر اليوم نتائج كل هذا الأعمال الصالحة والمواقف الخيرة من قبل لوبيات مشبوهة تضررت أو أحست بخلخلة مشاريعها الشريرة فأصبحت "تفبرك" الأكاذيب حين أفحمها الواقع ولم يمدها ببراهين الإساءة والتجريح والتشكيك؟ العجيب الغريب هذه المرة أنه أوضحت قطر الرسمية أو لم توضح فبعض وسائل الإعلام هنا وهناك لا تسمع التوضيح والتصحيح بل تستمر في اعتبار ما صدر عن اللصوص المخترقين لموقع وكالة الأنباء القطرية هو الحقيقة! فتنشره وتوسع في ترويجه والرد عليه بما يخدم أسيادها المعروفين لدى الخاص والعام بإصرارهم على المغالطة وبيعهم للأوهام!! كتب الله سبحانه لي منذ ثلث قرن أن ألجأ إلى دولة قطر حين كنت ملاحقا من إنتربول مثل الآلاف من المضطهدين العرب من مختلف الأطياف السياسية والفكرية فوجدنا في هذا الشعب الأصيل وفي قيادته الملجأ الأمين (وهي الدولة العربية المسلمة الوحيدة التي فتحت صدرها الرحب لمن استجار بها من هول الاستبداد) وعشنا فيها محترمين رغم مطالبات المستبدين بترحيلنا منها ولم يراع قائدها في ذلك العهد سوى ضميره الحي واستجاب لنداء الحق وأعتقد أن كل من استجار بقطر العزيزة أخلص في خدمتها وكون أجيالها واعترف بأفضال ناسها الطيبين ولم يمارس السياسة فيها تقديرا لعلاقات قطر بكل أشقائها فهل أصبح المجير للمستجير به متهما بما هو حق؟ وهل التفريق بين الإرهاب ومقاومة الاحتلال جريمة بينما يقر ميثاق منظمة الأمم المتحدة بأن كل من قاوم احتلالا غير شرعي إنما هو محترم للقانون الدولي ومستعمل لحقه الشرعي؟ الحمد لله أن التاريخ علمنا ما به نعتبر وهو أن الحق يعلو ولا يعلو عليه وأن الله سبحانه يمهل ولا يهمل وأن من تمسك بحبل الحق لا يخيب مهما طال البهتان وأن الصبح قريب الإنبلاج حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وحين يزهق الباطل الذي قرر رب العالمين أنه زهوق. المجد للمتمسك بالمبدأ والأمين في سياسة شعبه والحريص كل الحرص على مصالح أشقائه والمتعلق بما وقع من مواثيق والوفي خالص الوفاء في تعاطيه مع إقليمه وأمته والعالم من حوله عن اقتناع وبلا قناع.