11 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان والقلب السليم

31 مايو 2017

رمضان هذا الشهر العظيم هدية للأرواح، دواء للقلوب وراحة للأبدان ومغفرة وعفو من الرحمن، نظل طيلة العام نرتحل من يوم إلى يوم ونحن نعبئ من الذنوب في القلوب والسموم في الأجساد ما الله بها عليم حتى يأتي الشهر المطهر، والذي يتمنى فيه كل مسلم ومسلمة أن ينال عفو الله -تعالى- ورضاه، ويحلم بأن يحصل على دواء القلب العليل . يقول إبراهيم الخواص -رضي الله عنه-: "دواء القلوب خمسة أشياء:1- قراءة القرآن بالتدبر . 2- خلاء البطن .3- قيام الليل "الصلاة" . 4- التضرع عند السحر "قبيل الفجر" . 5- مجالسة الصالحين . وهذه الأشياء الخمسة تتوفر أكثر ما تتوفر في الشهر المبارك؛ حيث إن صيامه فرض علينا نمتنع فيه عن الطعام والشراب من الفجر وحتى أذان المغرب، وفي ذلك راحة للجهاز الهضمي والذي ظل يعمل ليل نهار قرابة عام كامل . ويستغل الجسم الطاقة المتوفرة من الصيام في تخليصه من السموم والدهون الزائدة . وعندما تخلو البطن يصفو الذهن ويرتاح القلب . ويسن لنا في رمضان أن نقوم الليل ونكثر من التضرع عند السحر، وفي ذلك تطهير للنفس وسمو بها في مدارج الأرواح . ويستحب للصائم أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار ففي تلاوته راحة للنفس وسكينة للقلب وحلاوة لا يعلمها إلا من تعمق في كتاب الله العزيز، وأكثر من تلاوته وتدبره وحرص على استسقاء الحكمة من آياته وجعله نبراساً وهدى لحياته . ومن السننن المستحبة في رمضان صلاة التراويح جماعة والاعتكاف في المساجد، ففيها يهجر الإنسان الصخب والضوضاء ويعيش لحظات نورانية يتقرب فيها من خالقه العظيم . ويستمع فيها للدروس الدينية ويجالس فيها الصالحين. إنه شهر عظيم يمتلئ بالخيرات والبركات . اللهم وفقنا لأن نحسن صيام نهار رمضان وقيام ليله، ومُن علينا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. آمين يارب العالمين.