تمكين الشباب

شرفت الأسبوع الماضي بتلبية دعوة لحضور منتدى التمكين الاقتصادي للشباب، الذي نظمته وزارة الاقتصاد والتجارة والهادف إلى تشجيع هذه الشريحة على إطلاق مشاريع وأفكار ابتكارية تعزز ريادة الأعمال بالدولة، والذي شرف بالرعاية والحضور لمعالي رئيس مجلس الوزراء، وعدد من وزراء الدولة ورجال الأعمال والاقتصاد، والذي أتوقف قليلا أمام كلمة معالي رئيس مجلس الوزراء المحفزة والمشجعة والموجهة لكيفية تمكين أبنائنا من الشباب الواعد. حيث أكد معاليه على إيمان دولة قطر بأهمية تمكين الشباب ليكونوا قادة المستقبل من خلال تسليحهم بالمعرفة لبناء وإدارة المشاريع المستدامة في كافة الأنشطة الاقتصادية المختلفة. وأضاف معاليه "لقد وضع سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، رؤية قطر الوطنية 2030 وجعل منكم أيها الشباب عمادا لها، فهذه الرؤية تعتمد على تميزكم ومساهماتكم لكي تتحقق، وإننا لواثقون من قدراتكم أبناءنا وبناتنا على تحقيق العديد من الإنجازات في مختلف القطاعات". كما بشر معاليه المجتمعين بالموافقة على تشكيل لجنة تتولى تحديد التخصصات المطلوبة لسوق العمل للسنوات العشر المقبلة في ضوء مرئيات الجهات الحكومية عن الخطة المعنية.ومما سبق يؤكد أن الدولة جادة في وضع سياسات حقيقة وعملية لدعم القطاع الخاص وتعزيزه وتمكينة من تحقيق نمو كبير ليشكل العمود الفقري الثاني جنبا الى جنب مع القطاع الحكومي من خلال غرس مفهوم ريادة الأعمال لدى جيل الشباب وتشجيع مبادراتهم الذاتية عبر توفير البيئة الملائمة لهم للإبداع والابتكار. والحق أقول إنني أؤمن بطاقات الشباب المبتكر الواعد، وأؤمن أيضا أن الطموح والاستثمار فيهم هو أغلى أنواع استثمار لأنهم هم قادة الغد القادم وهم من يحملون المشعل ليكملوا مسيرة العطاء وليحققوا سنة الله في الكون بتتابع الأجيال جيلا بعد جيل.كما أن المعلومة التي أعلنها معالي رئيس مجلس الوزراء في أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة أصبحت جزءا متكاملاً من الاقتصاد الوطني وتشكل ما نسبته 15 بالمائة من حجم الاقتصاد المحلي، وهذه ثقة في تلك المشاريع والنماذج المشرفة، والتي نأمل أن تزيد لأن نجاح الشباب هو نجاح للمنظومة الاقتصادية للدولة ككل. ولقد أسعدني اختيار وزارة الاقتصاد والتجارة في اختيارهم لجامعة قطر مقراً لإقامة هذا المنتدى من أجل تعزيز وترسيخ مفهوم ريادة الأعمال لدى جيل الشباب وحثهم على الدخول في عالم الأعمال وتشجيع المستثمرين بشكل عام على خلق بيئة عمل مناسبة لتطوير ريادة الأعمال والتوسع في مجال الاستثمار، وعلى هامش المنتدى كان هناك عرض لبعض تجارب رجال الأعمال المخضرمين في الدولة، وقد عرض الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني صاحب مجموعة فيصل القابضة والستي سنتر، تجربته في عالم الاعمال ومدى الصعوبات الذي واجهها في بداية حياته وكيف كان وصوله الى ماهو عليه الآن، وكيف استطاع بتحدٍ وإرادةٍ قويين تذليل جميع العقبات، وعرض أيضا رجل الأعمال المعروف يوسف جاسم الدرويش صاحب مجموعة الدرويش للتجارة، وكيف استفاد من تجارب وخبرات الآخرين وعلى شبابنا الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم.وأخيراً إنني أحيي مثل هذه الجهود العلمية المدروسة، والتي تؤكد تكاتف قطاعات كبيرة في الدولة، ألا وهو تعاون القطاعين الحكومي والخاص من أجل نجاح هدف واحد اتفق الجميع عليه، حيث إن العمل الجماعي تحت منظومة واحدة سيؤدي إلى تحقيق الأهداف التي ستصب في مصلحة وطننا الحبيب قطر وسلامتكم.