15 سبتمبر 2025
تسجيلالرسالة المحمدية جاءت بدين سمح رفع الإنسان وأعزه وجعله مفضلاً على كثير من خلقه، وحفظ له كرامته، وإذا قدّر لهذا الإنسان أن يعيش قانعا ومقتنعا بهذا الدين وطبق ما جاء به من تعاليم سيكون منصورا بإذنه تعالى مهما تكالبت عليه ظروف الدنيا، إنه الإسلام الذي أعزنا به الله، فكان لنا السند والملاذ والمأوى.في وطننا العربي يلاحظ التراجع الكبير في تطبيق الإسلام لدينا كأشخاص، حيث لم نعد نتذكر تعاليمه وآدابه إلا عند الذهاب إلى الصلاة وربما لم نذهب، أو في رمضان وربما لم نصم، وليست هناك فئة منزهة عن الأخرى وإنما أصبحت نظرة الأشخاص للدين على أنه عادة وليس عبادة، فالانتماء إليه يتطلب منا أن ننقي أنفسنا من الحقد والغل وأن نعمل بما يرضي الله سبحانه، وأن نفتخر ونعتز بالإسلام أينما كنا وليس فقط في محيطنا الأسري أو في أوطاننا.إن العمل لوجه الله تعالى من أعظم الأعمال تقرباً إليه، فالنية هي التي تميز المسلم عن غيره، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، والمسلم يمثل الإسلام أينما كان، ولذلك فإن الواجب عليه أن يعكس صورة المسلم الحقيقية، والتي أمرنا بها المولى عز وجل، للمجتمعات غير المسلمة، وأن يجعل هذه المجتمعات تحترمه وتجله ولا تحتقره وتهينه، فالشخص هو من يفرض احترامه على الناس.ورغم التقصير من الشعوب العربية بالذات في عكس صورة الحقيقة في الغرب، إلا أن هناك مواقف لرجال ونساء من هذه الأمة على المستويات الرفيعة وغيرها جعلتنا نفتخر بأننا مسلمين، وعكست ما نصبو إليه من رفع شأن وعزة الإسلام، منها دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله "حفظه الله" لحوار الأديان، وتلك البطلة الكويتية التي أثبتت على موقع اليوتيوب كيف أن المرأة تفتخر وهي في أمريكا بإسلامها وحجابها، ومن خلال لقاءات مع الأمريكان الذين أثبتوا لنا أنهم يحترمون من يعتز بمبادئه وليس من يتخلى عنها، وثبت للآخرين أن التطور ليس بالتخلي عن الإسلام وإنما بالتمسك به.إن الدعوة إلى الله واجب على كل مسلم دون المساس بحريات الآخرين أو فرض عليهم ما ليس واجبا عليهم، وليس خطأ أن تسافر للبلدان الغربية للسياحة أو الدراسة أو العمل، ولكن الخطأ ألا تعتز وتتمسك بإسلامك، وتعتقد أن ذلك من وجهة نظرك تحضّرا، فيما هو من وجهة نظر الغرب تخلفا.