16 سبتمبر 2025

تسجيل

تحية لشعب مصر العظيم

31 مايو 2014

من قلب المعاناة وعمق المأساة وضدا من أهل الانقلاب، خرج شعب مصر العظيم بموقف تاريخي قل نظيره لدى الشعوب الحرة يعبر خير تعبير عن سلمية قوى الشعب الحرة وعن رفضه لمنطق الظلم والضيم وفرض الباطل بقوة العسكر، لقد سجلت الملايين المصرية الغاضبة وقفة عز تاريخية خالدة سيذكرها التاريخ بأحرف من ذهب، وهي مواقف تاريخية فاصلة عرف بها وتميز ذلك الشعب الأبي العصي على الخنوع والمتمسك بكرامته، والثابت على أصالته، والمقتحم لصفحات التاريخ بعز وكرامة وشجاعة، لقد أضاف المصريون لملاحمهم النضالية والجهادية ملحمة فريدة في موقف تاريخي لن يتكرر كثيرا وعبر بصيغة حضارية مسؤولة وسلمية عن موقف الغالبية الشعبية الرافضة للباطل وكل ما يبنى عليه من أسس وأوهام وقصور خيالية، لقد رفض الشعب المصري الانقلاب على الشرعية وقدم دماءه في ساحات العز والاعتصام والكرامة في رابعة رخيصة من أجل الثبات على المبدأ والحفاظ على نصر ثورة 25 يناير الجبارة التي زلزلت عروش الاستبداد والقهر، والتي جعلت مراكز القوى المتسلطة تحسب حسابها وتعد خططها لإجهاض نصر الجماهير وكبت عنفوانها عبر حروب دعائية وإعلامية وعمليات خلط واسعة للأوراق ثم إثارة ملفات اتهام رخيصة ومتهاوية ضد القوى الحرة واتهامها ظلما بما ليس فيها من إرهاب وجريمة وما نتج عن ذلك من أحكام قراقوشية لم تسئ أبداً للشعب المصري ولا لقضائه الشامخ، بل أساءت للأطراف التي حاكت المؤامرة في ليل بهيم أسود، لقد تعهد أحرار مصر وأسودها وهم الكثرة الغالبة بإسقاط الباطل وإجهاض الانقلاب، ليس من خلال العنف والإرهاب والتطرف، بل من خلال المزيد من السلمية التي عرف بها الإنسان المصري عبر العصور، وعبر المقاطعة الشاملة التي لم تشوهها أو تقطع تواصلها كل حملات الوعيد والتهديد وحتى الترغيب، فالأحرار لا يباعون ولا يشترون، ومن قرر قذف الباطل بسهام الحق حتى يزهق بالكامل لا يستجيب لأي مغريات ومطامع مادية لم تعد تغري أحدا بعد أن عبر الشعب عن موقفه بشفافية وشجاعة تعتبر منارا للشعوب الحرة، شعب مصر العظيم الذي كان له فضل إيقاف الهجمة المغولية التدميرية ليس من صنف الشعوب الخانعة القابلة بالنصيب والساكتة عن نصرة الحق، بل إنه الشعب الذي قاد عملية النهضة الوطنية الكبرى، وهو الشعب الذي أنجب عباقرة الأمة ورجالها ومبدعيها، وهو الشعب الذي قدم دماء شبابه في ساحات التحدي وفي معارك الأمة الكبرى والمصيرية، إنه شعب العبور نحو النصر، وهو الشعب الذي بنى وشيد وأبدع في أسوأ الظروف، لقد كان الموقف الشعبي المصري الأخير في أيام مسرحية الانتخابات نصرا جديدا ومبهرا في تاريخه الحافل بمواقف النصر والعز والفخار، لقد انطلق المارد الشعبي وهو يستحضر تضحيات مناضليه من أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول في رفض اليأس والتواكل وفي الاعتماد على الله، وفي تشييد ملحمة عبور جديدة نحو المستقبل الحر المشرق، لقد أثبت المصريون بصمودهم الشعبي العظيم وبمواقفهم الأصيلة الثابتة في الدفاع عن الشرعية بأنهم شعب حر يستحق الحياة وبأن النصر النهائي طوع بنانهم ورهنا بإرادتهم الصلبة التي لم يستطع الطغاة كسرها أو ترويضها أو جعل الشعب خاضعا لثقافة القطيع.. المصريون على موعد مع التاريخ، فأجدادهم حققوا المعجزات ويستمر اليوم الأحفاد في صراعهم البطولي من أجل الحرية والكرامة، والنصر في النهاية رهنا بإرادة الأحرار.. فتحية عز وإكبار وإجلال لشعب مصر العظيم والذي بقوافل شهدائه الخالدين سجل مفخرة للشعوب الحرة.