21 سبتمبر 2025
تسجيل* ليس مبالغة تشبيه مكان حضانة "جمبنزي" بمجمع فيلاجيو بالكهف، فمن قصدها ودخلها يكتشف وجه التشابه في ذلك من طول الممرات المؤدية إليها والتوائها وضيقها وانعدام قواعد السلامة فيها، ولا عجب في تشبيهها بالمذبحة، لان النتيجة والحصيلة أبرياء قضوا نحبهم معظمهم فلذات أكباد وراء كل منهم قصة معاناة وغربة وآمال تحطمت على جدران ذلك المجمع الهش وتلاشت مع ذلك الدخان. * عزاؤنا في ذلك رحمة يغمر بها الله هؤلاء وصبر يجبر به تلك الأفئدة المكلومة، عزاؤنا لصاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين حفظهما الله وحفظ بهما البلاد وجنبها كل سوء ومكروه، فلقد عملا جاهدين للارتقاء بهذا البلد وبذلا الكثير لتوفير أسباب السلام والأمان لأفراده ولا أدل على ذلك من ميزانيات ضخمة ترصد له كان آخرها ميزانية 2012 و2013 التي نسأل الله أن نراها مشاريع قائمة كلها بريالها ودرهمها، لا أرصدة بطرق ملتوية لمعدمي الضمائر تصرف، عزاؤنا في إجراءات تضرب بيد من حديد لكل من يتجرأ ويجامل على سلامة ومقدرات هذا الوطن. * عزاء قطر في مصابها أن تكون هذه الفاجعة تنبيهاً لأكبر منها واستنفاراً للجميع لمعالجة فساد ما زال مستشريا في مؤسساتها ولعب واستهتار بمقدرات وطنية لا تتناسب مع سمعة سعى لها وصنعها قادتها، إنه الفساد الذي يجعل البعض يتخطى النظم والقوانين وذلك الاستهتار في الاستعداد لمواجهة الأزمات والركون إلى ما تتمتع به البلاد من أمن ورخاء، إنها المجاملة والمحسوبية والجشع وحب المال وتلك الأخلاق التي تضاءلت عندها قيمة الانسان فاختارت للحضانة ذلك المكان في حين أفسحت "للجزم والشنط" تلك المساحات من vip. * إنها العقلية الضيقة التي تصب كل اهتمامها على الأشكال الظاهرية وتفشل في توفير أدنى أسباب السلامة للانسان، تسعة عشر فرداً قضوا نحبهم كان بالامكان أن نتجاوز الفاجعة بهم بجرس إنذار واستجابة أمنها ومباشرة الاخلاء، فاجعة ألمت بالجميع وخسارة جعلتهم ينظرون للبعيد وكيف لو كان الحريق في منطقة أخرى تعاني من ضيق المساحات وتعدد الأدوار وزحام الانسان والآلات على غرار منطقة الأبراج لا قدر الله. * جهد مشكور لوزارة الداخلية يذكر وتضحيات أقدموا عليها وتحسب لهم وعدم فاعلية أجهزة الانذار وخراطيم المياه وعدم فاعليتها يجب ألا يمر مرور الكرام. * ثغرات كثيرة وتجاوزات عدة وراء هذه الفاجعة ومما زاد الطين بلة ذلك "الخرس" الذي أصاب أجهزتنا الاعلامية فقناتنا القطرية الفضائية كانت في عالم آخر متناسية أنها وجه قطر المسموع والمرئي، فلم يحرك لها هذا المصاب ساكناً، بل ساهمت في رفع سقف الحزن لدى الجميع والغيظ من لا مبالاتها فلم تشر للحادث من قريب أو بعيد، لقد فقدت مصداقيتها وخسرت ما تبقى لها من جمهور لقد عاشت ساعات من الانفصام بمسلسلات هابطة ووجوه لمذيعاتها من الحزن والتأثر عارية وكان بالإمكان صنعه ولو بمسحة من مكياج موفر لهن. أما ابتسامات مذيعيهم ومداعباتهم لضيوفهم فقد تجاوزت حد الذوق والحس في بلادة لم يشهد لها مثيل. * لقد سدت قناة الريان ذلك الخلل للقناة الرسمية وأحسنت صنعاً، فبارك الله فيها من قناة صاعدة. عتبنا عليها في تلك النبرة التي زف فيها المذيع سلامة القطريين من هذا الحادث — بالرغم من عبارات المواساة — التي الحقها به بعد ذلك والتي لم تكن في محلها ولا تناسب الموقف ومشاعر الآخرين من الجنسيات الأخرى فمصابنا فيهم كمصابنا في أحدنا. * أما قناة الجزيرة فسامحها الله، لقد أعطت للمغرضين الحجج وأوقعت المدافعين عنها في حرج وخالفت شعارها وشككت في مصداقيتها بغيابها عن الحدث وهي المسارعة في الأخبار عن الآخرين "بعاجل" على شاشتها والمتميزة في الاستحواذ على التخصص في تغطيتها بـ "خاص بالجزيرة " فلماذا هذا الزهد في أخبار قطر؟ * محنة تتعافى منها قطر وتستخلص منها الدروس والعبر وتؤسس لبناء دولة المسؤولية والمحاسبة المطالب بها كل فرد ينعم بخيرات قطر.