15 سبتمبر 2025

تسجيل

استبدل بأفكارك السيئة أمنيات طيبة

31 مارس 2023

الاستسلام للأفكار السلبية والخوف من القادم الذي لا يعلمه إلا الله ما هو إلا انسياق وراء وساوس الشيطان الذي لا يمل من تدمير حياتنا وخسارة الاستمتاع بها، فإذا ظفر الشيطان بعقولنا واستسلمنا للأفكار السيئة التي تخيفنا من المستقبل وتعدد لنا كثيرا من الأزمات التي تهاجمنا في المرحلة المقبلة، فبعضنا يخاف المرض والآخر يخاف الفقر وغيره يخاف فقْد الوظيفة وفساد الأبناء وغير ذلك من الوساوس التي تفسد على الإنسان دنياه وتجعله دائم الخوف ينتابه القلق في كل الأوقات، وربما تحول الأمر إلى مرض نفسي يحتاج إلى علاج.فالخوف شعور سيئ يعطل التفكير ويعيق الإنسان عن التقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام؛ لأن الوساوس والأفكار السلبية مسيطرة على تفكيره، مما يفقده الثقة في ذاته وقدراته. فحاوِل في رمضان أن تستبدل بكل الأفكار السيئة التي تقلقك أفكارا إيجابية مشرقة وأمنيات طيبة لك ولمن تحب؛ لأن الأفكار السلبية والخوف الدائم على نفسك وأولادك وغير ذلك تجعلك عرضة للقلق الدائم والأرق وصعوبة التركيز، وتجعلك مشتت الذهن شاردا سريع العصبية متوترا، فيظهر عليك الوهن والتعب والضعف والإرهاق. فنصيحتي لإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي في رمضان أن استشعار معية الله والتوكل عليه نعمة عظيمة، احرص عليها وتخلص من الأفكار الهدامة والوساوس السيئة، فجاهد نفسك واغلب شيطانك وحاول أن تنمي مهارة التركيز عندك، فركز على الوقت الحاضر والمطلوب منك وما يمكنك القيام به الآن والنجاح فيه بإذن الله، ولا تستعد ذكريات الماضي المؤلمة لك؛ لأن ذلك يجلب الحزن ويجدد الألم، وكذلك لا تفكر في المستقبل إطلاقا؛ لأنه في علم الله وليس بين أيدينا لنفكر فيه، فالاهتمام البالغ بما سيحدث في المستقبل يجلب لك القلق والهم الذي كان يستعيذ منه رسولنا الكريم، كما جاء في دعائه - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال». لا تحمل هم المستقبل؛ فالله الذي خلقك من عدم وتولاك ورزقك فيما مضى من عمرك سوف يتولاك ويرزقك في بقية عمرك؛ فقد جاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال: «إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله؛ فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته» (رواه ابن أبي شيبة). فالذي يجب عليك فعله هو حسن التوكل على الله وحسن الظن بعطائه مع السعي في الحياة والعمل المستمر لتحصيل الرزق؛ فقد روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: «اعملوا، فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة». صدق الفاروق في مقولته؛ فكل ما يحصل عليه الإنسان في الحياة يأتي خطوة خطوة وبأسباب منطقية، ولا يحصل الإنسان على شيء دون عمل ومثابرة وجهد، فحاول في أجواء رمضان التخلص من الأفكار السلبية واستبدل بها أفكارا إيجابية تحث على النشاط وترفع الهمة وتقوي العزيمة.