12 سبتمبر 2025

تسجيل

باتمان في قطر

31 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتشرَ في الآونة الأخيرة فيديو لشابين مراهقين لَم تُكشف هوياتهما وفي مرحلةٍ من العمر تخول للقائل أن يقول عنهم إنهما "أطفال" نظرًا للفئة السنية التي ظهرا عليها في الفيديو، حيث كانا يجوبان أرجاء أحد المجمعات المعروفة في الدوحة بزيٍ قطري ولكن بشكلٍ لم نعتد عليه من قبل، حيث رُبط الثوب على الكتف وغُطي الوجه بالغترةِ ولُبس الخُف في غَيْر موضعه حيث جُعِلَ في اليَد بدلًا عن القدم.. أراد الشابان بذلك أن يتحولا إلى شخصية (باتمان) الشهيرة ذلك من خلال تصريح انتشر لهما في مقطعٍ آخر صَوره أحد الأشخاص مما أثار بعض ردود الأفعال في المجتمع حيال ذلك التصرف.تضاربت الآراء بين مُستاءٍ ومُستنكرٍ وناقدٍ وكاره، ناشد البعض بإيقافهما وطردهما خارج المجمع وآخرون طالبوا بسجنهما وشخصيًا سمعتُ أحدهم يطالب بتسفيرهما خارج البلاد بدعوى أنهما أساءا للزي الوطني، كل تلك التداعيات سَببها طفلان أرادا أن يصبحا مثل (باتمان) هل فكر أحد بأن هذين الطفلين قد يمتلكان طاقاتٍ يتميز بها الأبطال؟ هل حاول أحد النظر إلى هذا الموضوع من زاويةٍ إيجابية كالقول مثلا: إنه لدينا طفلان قطريان يريدان أن يصبحا مثل (باتمان) ولكن بنسخة ذي طابع قطري وعربي؟ هل فكر أحد منتجي الأفلام أن يصنع تلك الشخصية القطرية لتصديرها إلى عالم الشخصيات الخارقة في هوليوود؟ هل فكر أحد بأن هذين الطفلين قد يكونان ذا خيال يرشحهما لأن يصبحا أبطالا مسرحيين؟ شخصيًا أعتقد بأن معدن هذين الطفلين معدنٌ طيب، لأنهما اقتديا بشخصية (باتمان) الوهمية والمعروف عنها أنها تناصر المستضعفين.هل لنا أن نبحث عن سبب ردود أفعالنا حيال كل الأمور بما فيها هذه المسألة؟ متى سوف نتخلى عن ذلك الفكر الإقصائي اللا شعوري الذي يجوب رؤوسنا؟ من يزرع في رؤوسنا كل تلك الأمور؟ ومن أين تُملئ عقولنا بكل تلك الأفكار؟ هل تسمحون لنا أن نراجع أنفسنا كعرب ومجتمعات شرقية؟ قد يكون هذا سبب هجرة العقول والشخصيات المميزة من عالمنا إلى الغرب ليظهروا لنا من هناك، اعتقد أن ردود أفعالنا أحيانًا حيال أي أمر غريب مبالغ فيه، نحن خائفون جدًا من الإبداع، نحن نقتل الإبداع باللا شعور نحن لا نحب الأشياء الجديدة، نحن نعتقد بأن كل شيء لا نعرفه هو غزوا مُبَطن ونشعر بالفَزع منه، نحن بالمختصر نعتقد اعتقادات كثيرة ترجعنا إلى الوراء يوميًا وفي الحقيقة (باتمان) وما شابه (باتمان) من شخصيات الأبطال الوهمية هي من يجب أن يتأثر بها الأطفال، نحن نريد جيلًا يتحلى بصفات الأبطال والمناصرين للحق حتى وإن كانت تلك شخصيات وهمية.