12 سبتمبر 2025

تسجيل

المهنية في الصحافة

14 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعتقد أنه من الصعب المراهنة في وقتنا هذا على وجود إعلام خال من الميولات والتوجهات في المجالات المختلفة من خلال كونه إعلاما مهنيا محايدا تمامًا يجعله خالٍ من المبالغات والتلميع لجهة على حساب أخرى أو تسليط الضوء على آراءٍ تعبر عن وجهة نظره هُوَ وأيًا كانت، من خلال تبني بعض الآراء والتوجهات التي قد يتبناها بعض الأشخاص من مفكرين وأدباء وسياسيين بحيث إنها تتماشى مع سياسة تلك الجهة أو المنظومة الإعلامية، وتسليط الضوء على جانب من آراء الناس المتناغمة مع سياستها، وذلك بالتأكيد غير ممنوع ولا بأس به إن كان القائل بالفعل يعبر عن وجهة نظره هُوَ فحسب، وبطبيعة الحال بات ذلك من الأمور المألوفة في عالم الإعلام المرئي، أما بما يخص الإعلام المقروء فإن التقويل قد يكون حاضرًا بشكلٍ ملتو وغير مباشر، فإنه أحيانًا وإن غابت المهنية عن الصحفي أو الصحيفة فحينها يُمكن لمثل هذه الأمور أن تحصل لأن إبداء الرأي أمام الملأ بالصوت والصورة مختلف تمامًا عن إبدائه بصورة تدرج تحتها كمية كلام قد يكون بالفعل قيل من قبل صاحبه أو أنه لم يُقَل من الأساس، هذا بالضبط ما يحصل أحيانًا عند بعض الصحفيين غير المهنيين من خلال استدراج أشخاص لتقويلهم كلاما لا يقصدونه من خلال تمغيطه والتلاعب به لكي يشبه المقصد الذي يريدونه هُم أو لكي يشبه توجه هذه الصحيفة أو تلك، وذلك لن يحتاج إلى جهدٍ كبير بقدر ما يحتاج إلى صورة شخصية لشخص تجرى معه المقابلة الصحفية، ومن ثم الخوض في نقاش يتم تسجيله واستخلاص الجزء الذي يثير شهية الصحفي أو الجزء الذي يريد إيصاله إلى المتلقي فحسب، والذي يخدم الجانب الذي يراه مناسبًا له وصحيفته، فيقوم بامتصاص الرحيق الذي يشكل له مادة خصبة أو مثيرة للجدل لكي ينشرها في اليوم التالي على واجهة الصحف لتنتشر بين الناس باسم شخص آخر، وهذا ليس سيناريو قد يحصل حين إجراء مقابلة صحفية، هذا تحصيل حاصل وأمر بات مألوفا في عالم الصحافة، وينبغي الانتهاء عنه والتركيز أكثر على عكس الحقيقة حلوةً كانت أم مُرَّة، فأنت في النهاية صحفيا أو صحيفة لا ينبغي لك أن توصل للناس ما تريده أنت أن يقرأوه بقدر ما توصل لهم الحقيقة بشكلها الكامل.. هذا ودامت أيامكم سعادة وسرورا.