27 أكتوبر 2025

تسجيل

عاصفة الحزم

31 مارس 2015

نعم، مدت القيادات العربية الخليجية حبال الصبر للتهورات غير المسؤولة التي ظلت تقوم بها الجماعات الحوثية انطلاقا من أجندة مذهبية وطائفية وقبلية مدمرة تجد دعما من قوى إقليمية يمتلئ قلبها ووجدانها حقدا أعمى على كل ما هو عربي. اليوم قالت هذه القيادات العربية الخليجية بالفُمّ المليان، وبالبيان بالعمل، قالت إن صبرها على أفعال صبية السياسة الحوثيين، وعلى أفعال وتحريض من يشايعهم من القيادات السابقة المهزومة والموتورة والمغبونة من أمثال علي عبد الله صالح، قد نفد. وقررت أن تأخذ أمرها بيدها لا بيد عمرو التي تمد إليها من الخارج كما كان يحدث في الماضي القريب، عملا بالقول المأثور ما حكّ جلدك مثل ظفرك. وأن تقوم بتأديب هذه العناصر الغوغائية التي كم أضرت بأمن الإنسان اليمني واستقراره وتنميته. وكم حاولت أن تضر بأمن جيرانه واستقرارهم، بهدف وحيد هو تنفيذ أجندة عابرة للحدود ذات مرامٍ مذهبية ضيقة وأوهام توسعية غير قابلة للتنفيذ إلا في الأحلام. القيادات العربية الخليجية قررت أن تقوم بهذا التأديب بقدراتها الخاصة. ولم تركن إلى قدرات الآخرين كما كان يحدث في الماضي، سعيا وراء توفير الغطاء والدعم الدولي الذي حسبنا لوقت طويل أن توفيره هو فرض عين لا يجوز تنفيذ عمل بدونه. وكانت النتيجة دائما هي أوقات طويلة تضيع انتظارا لتوفير ذلك الدعم وذلك الغطاء. ومع ضياع تلك الأوقات الطويلة تضيع أرواح وممتلكات ومقدرات وحقوق. تذكرون كم من الوقت ضاع قبل أن يتم تكوين التحالف الدولي الذي حرر الكويت من احتلال صدام حسين. وكم آبار بترولية كويتية أحرقها صدام وكم كنوز تم نهبها. لقد كانت الجيوش العربية قادرة على تحرير الكويت بمفردها. ولكن قادتنا انتظروا الإجماع الدولي والغطاء الدولي والشرعية الدولية احتراما لمواثيق ملزمة مهروها في أوقات ماضية. الآن عرف الحاقدون المحليون والإقليميون أنهم ليسوا بمأمن من شرر النيران التي يوقدونها. إن القيادة هي شرف ومسؤولية، شرف عندما تقود بالحق وتزود عنه، ومسؤولية عندما ترى الباطل باطلا وتترفع عن إتيانه. الغوغائيون وحدهم هم الذين يقعون في الموقع الآسن، لأنهم بطبيعة الحال، لا وقت لديهم للتدبر والتفكر. إيران والحوثيون وعلي عبد الله صالح، ليت شعري هل وعوا الدرس، أم ما زالت على العيون أقفالها. إننا ونحن نختم نقول لهم: "تعيشون وتأخذون غيرها!".