12 سبتمبر 2025

تسجيل

التوازن المطلوب

31 مارس 2014

الغيوم تلبّد الأجواء العربية في ظل وجود خلافات وعدم استقرار في أوضاع بعض البلدان العربية، ذلك ما ينعكس في القمة العربية في الكويت التي ينبغي أن تقفز على تلك الخلافات بأفكار مبتكرة لعبور جسور الخلافات وتهيئة البيئة المناسبة لتحقيق التوازن العربي المفقود، فهناك كثير من الجبهات السياسية والأمنية والاقتصادية المفتوحة التي تتطلب رؤية عميقة لإغلاق رياح الشر التي تدخلها.وقد يبدو أن القمم العربية لا تحقق الطموحات الشعبية في مختلف الدول العربية، ولكننا بحاجة ماسة دوما لأن يلتئم الشمل ويحقق حتى الحدود الدنيا من أي أفكار تعمل على إبراز التجانس العربي، لأننا في الواقع نعيش حالة من الإحباط المبرر بعد التوحد وكلما تباعد الأشقاء ضعف الأمل في ذلك، ولكن يبقى الصبر مفتاح الفرج لحل الأزمات العربية التي تتناسل من بين تفاصيل الخلافات والفراغات في الرؤية التي تدعم الحق المشروع للوصول إلى وحدة جامعة تمنحنا الاستقرار وتصل بنا إلى العمل المشترك.الوحدة العربية هي هدف الجامعة على مر السنوات، وإن لم يتحقق منها الكثير، ولكن القليل الفاعل خير من حالة الجمود وتشتت الآراء، إننا نحتاج أن نعزف هارموني بإيقاع موحد يؤكد الاتفاق على أسس وقواعد من صميم قواسمنا المشتركة في العرق والدين والروح الإنسانية، وليس بالضرورة أن نرفع تلك الشعارات التقليدية عن القومية العربية فقد استهلكت ولم تتطور أو تعد مجدية وذات ثمار ومنفعة للشعوب، ولكن لنتعامل بأولويات تضع الاقتصاد أولا ثم السياسة ثانيا في معاملاتنا العربية لأن تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة يجعل الشعوب أكثر تلاحما وتقاربا، فيما السياسة قد تتطلب شغلا يفرض آراء متباينة توجد الخلاف.العمل الاقتصادي يحقق المنفعة المتبادلة بموضوعية أكثر، وحين يعلو الصوت الاقتصادي فإنه يحدد المسار السياسي ويزيل خشونته ما يجعل العلاقات أكثر جدوى، فالمجتمعات العربية تعاني فقرا وأمّية وجهلا وتخلفا، والمطلوب أن نعبر هذا الجسر لأنه أصعب من الجسور السياسية التي قد تعلو أو تتوقف في منتصف الطريق، وتقديم الاقتصاد على غيره من المجالات هو الصحيح الذي يجب يكون بوضع الحصان أمام العربة، وحين يحدث ذلك فمن المؤكد أن مسيرة العلاقات العربية ستكون أكثر سلاسة ونفعا وتأهيلا لصناعة مستقبل مشرق وزاهر يحقق طموحات أعلى في قائمة المجتمعات العربية في قمم قادتها.