15 أكتوبر 2025
تسجيلفي تاريخ الأمم و الشعوب منعطفات مفصلية تحدد انطلاقاتها وترسم طريق تألقها، وتعبد الطريق لتطورها ووجودها المكاني والزماني، ودولة قطر الصغيرة بحجمها والكبيرة بطموحاتها وتطلعاتها النهضوية وأهدافها الإنسانية العليا قد تميزت بحيويتها وتجددها وشبابها وبالتقاطها للحظات الفاصلة من التاريخ وبتعلم قيادتها من تجارب الماضي الثرية، وبرغم طبيعة الأوضاع الحرجة والقلقة في الخليج العربي والتحديات الجيوسياسية المفروضة، تميزت دولة قطر بكونها الحاضنة الأولى لعمليات التغيير نحو الأفضل والتطلع الطموح للمستقبل، وبقدرتها الفذة على تجاوز العديد من الإشكاليات والخروج من عنق الزجاجة وقيادة عمليات التطوير والتغيير ليس على المستوى المحلي فقط بل على كافة المستويات الإقليمية والدولية، فالتغيير ضمن إطار التواصل الذي حدث في دولة قطر عام 1995 كان قد رسم الخطوط الجوهرية الكبرى لمتغيرات عميقة وواسعة في مختلف المجالات حطت أو ستحط رحالها في قطر، وقد تمكن سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه من أن يكون قائدا استثنائيا وجريئا وأن يعبر بدولة قطر لضفاف الأمان و السلامة و البناء الطموح في وقت قياسي وفي أوضاع دولية و إقليمية حرجة للغاية، ومع ذلك تمكنت القيادة القطرية من مواصلة الجهود التغييرية الطموحة وإعادة رسم خارطة التطور والرقي وإحداث نقلة اجتماعية وسياسية و اقتصادية كبرى رفعت دولة قطر لمكانة متقدمة بين دول المنطقة بل إن نهضتها الوطنية قد خرجت من السياق الإقليمي لتدخل ضمن الإطار الدولي، ولتتحول الدولة وخلال سنوات قليلة من قيادة الشيخ حمد لقطب إقليمي فاعل ولعنصر دولي مؤثر، وكان المشهد التاريخي بتسلم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدفة القيادة الأولى في دولة قطر إعلانا واضحا على نقل الفكر التغييري لساحة الواقع، وعلى تسلم جيل الشباب المثقف المتعلم صاحب الروح الوثابة والحماس المتقد المستند لخلفية ثقافية واسعة ولنظرة عصرية للعالم وشؤونه وشجونه وعلى إدراك القيادة العليا في دولة قطر لحتمية التوائم مع المتغيرات الدولية وإقران الفكر بالفعل في مشهد تاريخي نادر وفي منطقة عاصفة وتنوء بموروثات تاريخية واجتماعية ثقيلة، والأمير الوالد حينما وضع ثقته في نجله الشجاع الشيخ تميم فإنه كان يستند للاطمئنانالتام لنتائج الغرس الذي زرعه، وكان يستحضر المستقبل أمام عيونه برغم الصدمة والمفاجأة التي أصيب بها البعض! ، إلا أن الخيار القطري كان واضحا وصريحا بسلوك طريق المستقبل ومباركة سنة التغيير والتواصل وتقديم الأفضل عبر التضحية والإيثار وإتاحة الفرصة التاريخية لجيل الشباب لأخذ فرصة القيادة والمبادرة لكسب رهانات المستقبل وخياراته المتحدية.