18 سبتمبر 2025

تسجيل

بريد الرمال

31 مارس 2011

** الدكتور صالح الحازبي جامعة قطر قرأت وبكل إمعان كلماتك التي أسهبت بها في الشأن اليمني والمتغيرات المؤثرة التي يمر بها حالياً هذا البلد العربي الشقيق من خلال الاعتصامات وثورة جزء من الشعب على الحكومة اليمنية وأوافقك على معظم ما جاء في إيميلك لكنني كنت أود أن تتفهم وجهة نظري التي أتبناها في مقالاتي المتعلقة باليمن والمنعطفات الخطيرة التي يمر بها في الوقت الراهن وهي انني لست مع عدم التغيير الذي يجب أن يتحقق آجلاً أم عاجلاً لكنني ضد الفوضى والتخريب الحاصل الآن واستغلال أحزاب المعارضة للشباب في تمرير أهداف سلطوية لهم تسمح بخدمة أغراض خفية لا يعلمها سوى الله وتحويل المطالب السلمية إلى تغرير وفوضى وتناحر تؤدي بطبيعة الحال إلى حروب أهلية وهذا ما بات الخوف منه الآن ويصرح به المنسحبون من الاعتصامات الذين تنبهوا لرؤوس الفتنة التي تدس السم في العسل وتجعل من مطالبهم أداة قوية للزج بأطماعهم التي يسعى المنشقون اليوم عن السلطة إلى تبوؤها لاحقاً وفي حال تسليم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة لمن سيحافظ على أمن اليمن واستقراره وليس إلى هؤلاء المتسلقين لها كما ان التفكير الذي حدا بالبعض إلى استنساخ ثورتي تونس ومصر لا يمكن أن يكون بالتفكير الواعي والجاد لأن المجتمع اليمني مجتمع يزخر بالتعصب والتسلح ولا يمكن أن يخلو أي بيت من مسدس أو بنادق ومن السهل الحصول على أسلحة شبه ثقيلة بالإضافة إلى القبلية التي تحكمه والتكتلات الحزبية التي تجد لها من المناصرين ما يمكن أن يكونوا دولة بأسرها وهذا كله كان من الممكن أن يمنع اليمنيين من استنساخ ثورة على أرضهم ناهيك على ان النظام اليمني يلقى مناصرين له ما يفوق عدد الرافضين له أضعاف الأضعاف وهذا ما تبين يوم الجمعة الماضي وأنكره البعض على استخفاف ومكابرة وتجاهلت الجزيرة عرض المظاهرة المليونية التي ضمت أكثر من 3 ملايين شخص في صنعاء العاصمة وحدها وسبعة ملايين في باقي المحافظات ولذا كان يجب أن يكون الحوار سيد الموقف وأخذ مبادرات (صالح) بعين الاعتبار واستغلالها لتحقيق مطالب شرعية ابتدأ بها المعتصمون ثورتهم لتتحول سريعاً إلى مطالب أحزاب وأفراد وتكتلات وقوى سياسية.. هذه كانت وجهة نظري المتواضعة في حق بلد بحجم وتاريخ اليمن.. وشكراً. ** الأخ طارق الحَمَامي — الجمهورية اليمنية أرجو أن تصدقني حينما أقول لك إنني محتارة بشأن الجزيرة بعد أن كنت مولعة بها وبخطها السياسي وشعارها الرئيسي اللامع (الرأي والرأي الآخر) وأوافقك الرأي بأنها أصبحت ضلعاً مؤثراً في عملية تغيير الأنظمة وتمسك عصا العصيان لتغلبها على عصا الطاعة وما فعلته مؤخراً من جريمة كبرى في عرض فيديو يظهر أساليب قمعية ووحشية جرت في سجون عراقية ونسبها إلى سجن صنعاء المركزي مما يغذي مظاهرات الغضب التي تشهدها اليمن كانت سقطة قاصمة لمصداقية الجزيرة لا سيما انها تعلم بأن اليمن مأهول بالأسلحة والعصبية وكان هذا الفيديو المدسوس كفيلاً بأن يخرج اليمنيون على بكرة أبيهم لمهاجمة السجن المركزي وقيام حرب دموية بين قوات الأمن وهؤلاء وربما فر المسجونون وانقلب الحال إلى أسوأ بكثير مما نراه اليوم وكل ذلك بسبب ما رأته القناة (خطأ غير مقصود) وجب عليه التنويه والاعتذار الباهت المختصر ورأوه اليمنيون (جريمة لا تغتفر) بحق قناة كبيرة بحجم الجزيرة التي استصغرت عواقب ما عرضته وكانت الحكمة اليمنية في لجم الغضب هي ما اعتمدنا عليها حقيقة والعاقل وحده كان يمكن أن يعي بأن إرسال هذا الفيديو للقناة وإظهار زيفه بعد ذلك دليل على ان الذي يجري في اليمن يحتمل الصدق والكذب في آن واحد وإن على القناة أن تتحرى الأمانة في النقل وبث ما يمكن أن يخدم مستقبل الجزيرة مستقبلاً فيما لو انفض الجمع وعاد الجميع إلى طاولة الحوار والنقاش الذي يخدم اليمنيين وحدهم لا غير ولا يخدم الأحزاب والمنشقين وغيرهم من طالبي الشهرة. ** هناك الكثير من الإيميلات التي تأتيني لا سيما المتعلقة بالشأن اليمني لكن لضيق المساحة لم أستطع أن أفرد لها ما تستحقه من اهتمام وتعقيب ولذا سأعرضها لاحقاً بإذن الله. فاصلة أخيرة: اللهم احفظ اليمن وأهلها من شر الفتن وشر الغبن وشر من ينطق الشهادتين وقلبه تسكنه أصنام!