17 سبتمبر 2025

تسجيل

هويتنا العربية.. مقتبسات من كلمة صاحبة السمو

31 يناير 2024

احتفلت دولتنا الحبيبة قطر باليوم الدولي للتعليم والذي يوافق 14 يناير، وبهذه المناسبة تم تنظيم العديد من الفعاليات والجلسات النقاشية للتنويه بأهمية التعليم ولما له من أثر في حياة الشعوب لانتشالها من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة. فنحن أمة الإسلام الذين حملوا مشاعل النور في عصر الظلمات وخلد علماؤنا معارف وكنوزا علمية ما زالت تسطع شمسها في منابر العلم في أرجاء المعمورة. وبهذه المناسبة ومن وحي كلمة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حيث نوهت من خلال كلمتها في الجلسة النقاشية التي استضافتها مؤسسة قطر «مواجهة تحديات الهوية تتطلب تكاتفا من الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية». بالفعل هي حلقات مترابطة تكمل الواحدة الأخرى، عندما تبدأ مؤسساتنا التربوية بوضع المناهج التي تنمي مهارة اللغة العربية وتعزز الهوية العربية والقطرية سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، دعونا نرجع بالذاكرة إلى الوراء لجيل السبعينيات والثمانينيات عندما كانت هناك حصص مخصصة لمناقشة كتب أدبية لأدباء عظماء كعبقرية خالد للأديب الكبير (عباس محمود العقاد)، وكانت أيضا حصص الإنشاء التعبيرية لأكثر من مرة خلال الأسبوع والتي كانت تتناول مواضيع تعبيرية في شتى المجالات، لنعبر بمفرداتنا البسيطة وأفكارنا المتواضعة ونتذوق لذة الكتابة باللغة العربية الفصحى. ولا أنسى الجوائز التي كانت ترصد للتشجيع على الاستعارة والقراءة من مكتبة المدرسة، مما شجعني على أن أكون نهمة في القراءة للأدبيات العالمية، كل تلك الجهود أثرت بشكل جميل في لغتي العربية، وتركت بصماتها على هويتي، ووفقني الله لتلاوة آيات القرآن الكريم بتمعن ودراية لمعاني مفرداته. فكم يفتقر أبناء هذا الجيل الحالي لجميع تلك الملذات التي حظينا بها خلال ما أسميه العصر الذهبي للغة العربية في مدارسنا. لذا يجب أن تُبذل الجهود من قبل جميع المؤسسات لحث أبنائنا أجيال المستقبل للرجوع لهويتهم العربية وتذوق حلاوة أحرفها الأبجدية، والتفاخر بالتحدث والكتابة بلغة القرآن الكريم. من المحزن أن نرى جيلا يتخرج من مدارس خاصة يتقن لغات أجنبية عديدة ويتسلح بالعلوم الحديثة ولكن يفتقر لمفردات لغته العربية الأم، للأسف لاحظت أن الكثير من الآباء والأمهات يشجعون أبناءهم على التحدث بلغة أجنبية في جميع الأوقات ظنا منهم بأنها ستساعده على عدم نسيان اللغة الأجنبية وتجعله متمرسا بها، ويتجاهلون التركيز على تعليمه أولا اللغة العربية. فينشأ الأبناء بلهجة عربية ذات حروف معوجة وكلمات خاطئة في كثير من الأحيان، فالمستمع لهؤلاء الأطفال يقف مذهولا أمام تلك اللغة الركيكه التي يتحدثون بها. والأثر لا يقتصر على مجرد لغة عربية عوجاء ولكن للأسف مما يغفل عنه الآباء بأنها تشجيع الأبناء للتحدث باللغة الأجنبية والتفاخر بها يعني تغريب وتمييع الهوية الإسلامية العربية وعولمة الفكر والانتماء وبالتالي اندثارها تدريجيا. لذلك أدعو إلى الاهتمام بإثراء دروس اللغة العربية من خلال زيادة عدد الحصص المخصصة لذلك في المدارس الخاصة، وأن يعي الآباء بأن تدريس اللغة الأجنبية لأبنائهم والاهتمام بتعلمها يجب أن لا يطغى على أهمية التحدث باللغة العربية في الحياة اليومية وغرس حب الهوية والتفاخر بها في قلوبهم. فالطفل من نعومة أظافره وبناء على تجارب ودراسات علمية يستطيع أن يتقن أكثر من لغة، لذا نلاحظ الكثير من الأسر متعددة الأعراق يتحدث الطفل لغة الأب ولغة الأم بالإضافة إلى لغة أجنبية أخرى يتم اكتسابها من خلال المناهج التعليمية. وعلى ذلك نوصيكم أيها الآباء خيرا بأبنائكم وبهويتكم العربية والإسلامية فأنتم الحلقة الأولى والرئيسية في هذه السلسلة، سلسلة تعزيز الهوية العربية.