ســيــف الهنائي

انتقل إلى هنا يحمل في داخله طموحاً يعانق عنان السماء وفي فكره أحلام طالما ظلت أمام عينيه، ويخبئ بين أضلعه عزيمة الشباب وقوة التخصص. التحق بسلك التعليم الذي عشقه منذ صغره وأعرض عن فرص كثيرة بعد الدراسة الثانوية، وفضل مهنة الأنبياء والرسل، لعله يبذر في الأجيال كلمة أو سلوكاً أو تقريراً يسهم في تنمية البلد. سماته الاجتماعية أهلته لتكوين قاعدة معارف كثيرة من كل الجنسيات التي تعيش على أرض قطر، كما أن التزامه الأدبي حاد به عن أي مخالفة قانونية أبسطها السرعة المرورية وقوانينها وانتهاء بالاحتراز الكامل أثناء فترة كورونا التي لا تزال. يلتزم بعمله منذ الصباح الباكر ويقضي عطلة نهاية الأسبوع في عزبة أبوداهش، وتأخذه سيارته الفورويل إلى سيلين حيث متعة الرياضة الرملية التي تذكره بمنطقة ابرا بولاية الشرقية، ويبادر في إكرام ضيوفه ويجبر خواطر الآخرين بكل إصرار ويلتزم بصبر في النادي الصحي ويستمتع في نطق كلمات مميزة مثل ( أبو يكين ). تزخر الجزيرة العربية بالقبائل المختلفة التي انتشرت على أراضيها منذ آلاف السنين. وتعتبر قبيلة الهناة إحدى تلك القبائل العريقة التي تنحدر من مالك بن فهم الأزدي. وتستقر سلالة هذه القبيلة في سلطنة عمان، ولعبت دورا محوريا في الحرب الأهلية العمانية عام 1718. ويتقلد أبناؤها وبناتها حاليا مناصب علمية ورسمية كثيرة في السلطنة. وأبدع الشعراء في مدح الهنائي سواء من خلال فن العازي العماني أو كافة بحور وأنواع الشعر. ويذكر معجم الصحاح أن كلمة سيف تعني: سلاح من الفولاذ أو نحوه، ذو نصل طويل حاد يضرب به باليد. ومن أسمائه المرادفة ( الحسام ) حيث ذكر الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد في معلقته: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على المرء من وقع الحسام المهند. لكنه ليس أفصح من عنترة بن شداد حينما لاحت أمامه محبوبته وهو في قلب المعركة فقال متغزلا: فوددت تقبيل السيوف لأنها * لمعت كبارق ثغرك المتبسم سيف الهنائي، لم أعرف مطلقا شخصا حاز كل هذا الحب ممن حوله. حتى أن الاحتفاء به من قبل زملاء الغربة وأحباب السكن لم يكن عاديا بمناسبة عقد قرانه، فقد فاق الكرنفال الأخوي حدود المعقول وفاض حبا له وفرحا لفرحه بهذه المناسبة حتى غدا أكثر متعة من كرنفال الخور عند ملعب البيت. وعندما غادر لفترة وجيزة لم تزل الألسن تلهج بالدعاء له، لعل الله أن يعيده إلى قطر سالما ؛ ففراغ يحدثه ( سيف ) لا يستطيع أحد تعبئته. العلاقات الاجتماعية يحددها علماء الانثروبولوجيا والاجتماع وعلم النفس والإدارة بمجموعة من المبادئ والقواعد مثل: •التعامل اللطيف مع الآخرين والمبادرة بالسؤال عن أحوالهم. •إبراز الاهتمام به وبما يقول وضرورة ترك ما يشغلك عن تفاصيل حديثه. •الحرص على اختيار الألفاظ والكلمات المناسبة للشخص الذي تتحدث معه. •الحرص على الابتسامة اللطيفة والابتعاد عن التجهم من أجل خلق جو من الألفة والطمأنينة. •عدم المبالغة في المزاح خصوصا في المواقف الجدية. •عدم الحديث عن النفس أو الاسهاب في سرد منجزاتك أمام الآخرين فسيشعرون بملل. •أهمية مساعدة الآخرين والعمل على نصرتهم وقضاء حوائجهم. •ضرورة الالتزام بالمواعيد مع الآخرين. •التوجيب للمناسبات الاجتماعية المختلفة وحضور اللقاءات وتقديم الهدايا. هذه كلها تجتمع في سيف الهنائي مما جعل كل من حوله في سعادة وهناء بسبب هذا التعامل الراقي. وليس أصدق شهادة مما قاله الدكتور ناصر الرواحي عضو هيئة التدريس بجامعة قطر عن سيافة الأستاذ سيف وهنائيته. آخر الكلام: نفسيا؛ أصحاب النفوس الناضجة والعقلانية لا يعاتبون أصدقاءهم على قلة التواصل؛ لأنهم لا يرون في قلة التواصل نقصا للمحبة. حبهم ينبع من عقولهم. همسة: العلاقات لا تقاس بطول العشرة وإنما بجميل الأثر وحلو الذكريات. دمتم بود [email protected]