11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل أطَلق أسيرها؟

31 يناير 2019

ضرب لنا نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اروع الأمثله في التعامل بمكارم الاخلاق مع الجميع بشكل عام ومع النساء بشكل خاص. فعاملهن بالرحمة والرفق مع الاحترام والتقدير. عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "ما رأيت احداً اشبه سمتا – ( اي في حسن هيئته ومنظره في الدين ) –، ودلاً – ( الدلُ: الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار وحسن السيرة واستقامة المنظر والهيئة ) – وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها، فقبلها، وأجلسها في مجلسه" وفي رواية أبي داود " فأخذ بيدها، وقبلها" والمقصود بـ "أخذ بيدها" اي تكريما لها. تُرى كم اب مما يدعي احترام ابنته وتكريمها يقوم لها ويأخذ بيدها ثم يقبلها ويجلسها في مجلسه ؟ عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كانت ابنته السيدة زينب رضي الله عنها مقيمة بمكة مع زوجها أبي العاصِ بن الربيع القرشي رضي الله عنه – ( وكان وقتها مازال على شركه ) فلما سارت قريش إلى بدر سار معهم ابو العاص بن الربيع، فأصيب في الأسارى. ويذكر الاستاذ محمد صالح المنجد في كتابه "كيف عاملهم صلى الله عليه وسلم" ص116 عن عائشة رضي الله عنها قالت لما بعثَ اهلُ مكة في فداءِ أسراهم، بعثت زينب في فداء أبيِ العاصِ بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة – رضي الله عنها – أدخلتها لها على أبي العاصِ. فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رقَّ لها رقةً شديدة وقال:- "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها". فقالوا "نعم". ولنتأمل في هذه القصة جيداً، رجل مشرك يقاتل في صفوف المشركين ضد المسلمين – وربما أصاب منهم – وعندما وقع اسيراً في ايدي المسلمين شفعت له زوجته المسلمة – عند ابيها عليه الصلاة والسلام فقبل شفاعتها بل استأذن اصحابه رضوان الله عليهم في رد ما دفعته فدية لزوجها رحمة بها وكرامة لها. ما أعظم خلق رسولنا الكريم عليه افضل صلوات الله وتسليماته، وما أعظم رحمته ورقته خاصة مع النساء صدق من سماه "الرؤوف الرحيم". [email protected]