13 سبتمبر 2025

تسجيل

يوم في تاريخ قطر

31 يناير 2015

في الماضي القريب والبعيد كنا نفخر دائماً بنجاحنا في استضافة البطولات الكبرى وكنا نرى هذا الحدث انجازاً لا يفوقه انجاز واستضافة بطولة عالمية أو قارية هي اللقب الذي نهدف إليه ونكتفي بمجموعة تصريحات تتحدث عن اكتسابنا للخبرة والاحتكاك وما الى ذلك وتنتهي البطولة ونواصل فرحتنا بالتنظيم بضعة ايام ويغلق الباب عند ذلك.. وعندما فكرنا باستضافة بطولة العالم لليد توقع معظم المتابعين والجماهير بان هذا المشهد سيتكرر وسيخوض منتخب اليد مجموعة من المباريات ويودع البطولة بشرف ويكفينا فخر استضافة بطولة عالمية وكبيرة مثل مونديال اليد، ولكن الجميع لم يعلم بان ذلك الزمن انتهى وولى وبدأنا صفحة جديدة عنوانها التحدي ومقارعة الاقوياء والتغلب عليهم عندما قال رجال اليد كلمتهم وضربوا بيد من الروعة والفن والابداع جميع المنتخبات التي سبقتنا في التاريخ والاحتراف والانجازات وجردوهم من قوتهم وبأسهم وشدتهم وارغمناهم على احترامنا وخشيتنا بعدما كنا سنوات طويلة نحلم بالخروج امامهم بأقل الخسائر..انتهى ذلك الزمان عندما رسمنا خريطة جديدة لكرة اليد العالمية وضعت قطر بمجهودها وبأس رجالها وغيرتهم على اسم بلدهم نفسها في الصدارة مع كبار قوم كرة اليد..نعم نحن نعيش في علم وليس في حلم... قطر الى نهائي كأس العالم لكرة اليد.. الأدعم امامه خطوة مصيرية ليكون بطلاً لعالم اليد.. الانجاز تحقق ولن أبالغ اذا قلت بانه اعجاز بكل ما تحمله الكلمة من معنى... عندما تأهلنا لدور الـ 8 كنا نقول باننا حققنا انجازاً تاريخياً فما عسانا ان نقول اليوم سوى ان ما حدث اعجاز ستتحدث عنه الاجيال القادمة لسنوات وعقود طويلة..بالامس واصل رجال اليد رسم لوحاتهم الفنية التي بدأوها مع بداية البطولة ومع كل مباراة كنا نلتمس ونشاهد بان اللوحات المرسومة كل يوم يوم تزداد بريقاً وجمالاً وبالامس كانت اجمل اللوحات على الاطلاق.. فريق رائع غيور على سمعة بلده، طموحه ليس له حدود، وضع هدفا ونجح في الوصول الى أبعد منه.. ادارة فنية رائعة عرفت تختار المجموعة التي تلعب بها وتنطلق منها نحو تحقيق طموحاتها فحققت المستحيل.. ادارة للاتحاد اعتادت تحقيق الانجازات طوال سنوات مضت ومع اجيال مختلفة فاصبحت لا ترضى إلا بها.. واعلى الهرم يقف الرجل الذي حول الحلم الى حقيقة.. حول التراب الى ذهب لا يصدأ... نجح في مهمتين كل واحدة اصعب من الاخرى.. النجاح العظيم هو ما حققه منتخبنا من اعجاز بوصوله الى نهائي كأس العالم لكرة اليد وأصبح على بعد خطوة واحدة من اللقب العالمي... والنجاح الاخر هو تقديم مونديال تاريخي للعالم من خلال الامكانيات التي وفرتها اللجنة المنظمة والمنشآت التي اصبحت إرثاً لشباب هذا البلد من خلال 3 صالات عالمية أثارت الاعجاب وابهرت ضيوف الدوحة ومشاهدي البطولة من خلال القنوات الفضائية التي نقلت هذا الحدث العالمي لسائر بلاد الارض.. هو جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني صاحب الأيادي البيضاء على هذا المنتخب وهذه البطولة والذي أدار العملية باقتدار ونجح في اختيار فريق العمل الذي ينفذ توجيهاته وتنفيذ ادق التفاصيل التي طلبها.. قالها الكابتن احمد سعد محلل الـ "بي ان سبورت" لسعادته "ارفع لك العقال" ليس هو وحده من سيرفع لك العقال ولكننا جميعاً "نرفع لك العقال" يابوحمد... بيض الله وجهك كفيت ووفيت وماقصرت.ومازاد من حلاوة هذا الانتصار والملحمة العالمية هو التواجد الدائم في مباريات منتخبنا والمتابعة المستمرة من سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني اميرنا الغالي ووالدنا الشيخ حمد بن حمد بن خليفة ال ثاني وهذا من وجهة نظري من الاسباب الرئيسية لنجاح منتخبنا في مهمته العالمية ووصوله الى النهائي...قبل النهاية...عندما تكون القيادة والشعب صف واحد خلف من يمثل الوطن سيتحول الحلم الى حقيقة ويقين وواقع ملموس وفرحة وطن لن تنسى على مر العقود والعصور..