12 سبتمبر 2025
تسجيلاستقبال صاحب السمو لأبطال آسيا رسالة لكل شباب الوطن كلمات سمو الأمير في كوريا واليابان كان لها مفعول السحر لدى اللاعبين التجربة القطرية أصبحت مرجعاً ومطلباً للقارة الآسيوية لاعبونا نجحوا في التحدي الذي وضعوه لأنفسهم أثبتت (موقعة النعل) قدرة نجومنا على اللعب في مختلف الظروف حتى لو تحول الملعب لـ (دكان قحطة) كبير آسيا أصبح ( يخوف) و (ما يخاف) لم يكن يوما عاديا في تاريخ قطر وليست الرياضة أو الكرة القطرية فقط .. لم تكن لحظات فرح عابرة أو سريعة مرت مرور الكرام وستنتهي بمجرد أن تشرق شمس اليوم الثاني .. لم يكن إنجاز ناد فاز بلقب إحدى البطولات المحلية أو شخص تحصل على غالبية الأصوات في انتخابات قارية أو دولية .. إنه إنجاز وطن تحقق في ظروف استثنائية وعصيبة، ووسط مجموعة من المؤامرات والمكائد، حاولت الدولة المستضيفة أن تعرقل بها مسيرة الأدعم نحو اللقب تارة من منظميها وتارة من إعلامها الموبوء وتارة من جمهورها الأهوج ... وليس أدل على مكانة هذا الإنجاز وفخامته إلا تشريف سمو الأمير حفظه الله شخصياً لاستقبال الأبطال في مطار حمد الدولي يرافقه صاحب الأيادي البيضاء على كرتنا القطرية سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي لسمو الأمير وبوجود سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الشباب والرياضة وسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية. إن استقبال سمو الأمير حفظه الله ورعاه لنجوم منتخبنا الوطني لهو دلالة واضحة على قيمة هذا الإنجاز ومكانته، وهي رسالة لجميع شباب هذا الوطن بأن من يعمل ويجتهد ويتفانى لخدمة وطنه سيجد الحفاوة والتكريم اللائق من الرجل الأول في الدولة أو أعلى المستويات ... لقد شاهدنا فرحة هذا الوطن في عيون صاحب السمو وهو يستقبل نجوم الادعم ويصافحهم ويحتضنهم ويبادلهم كلمات التهاني والتبريكات، ويشد على أيديهم لاعباً لاعباً بكل حب وفخر برجاله وأبناء قطر، الذين لم يعرفوا المستحيل في مشوارهم الآسيوي وتغلبوا على كبار آسيا وأبطال مسابقاتها السابقة الواحد تلو الآخر وقهروا وسحقوا صاحب الأرض بنتيجة ثقيلة وجعلوا كبار مسؤوليهم يتوارون عن الأنظار ويسارعون بمغادرة الملعب خجلاً من منتخبهم (المهان) على أرضه ووسط جماهيره التي حولت أرضية الملعب إلى (دكان قحطة)في(موقعة النعل) الشهيرة ... ورضا صاحب السمو على منتخبنا وأدائه في كأس أمم آسيا لم يكن وليد اللحظة ولم يأت في يوم الفرح ولا بعد تتويج منتخبنا باللقب الآسيوي ولكنه عبر عنه خلال زياراته الرسمية مؤخرا لجمهورية كوريا وجمهورية اليابان عندما أشاد سموه أمام الرئيس الكوري ورئيس الوزراء الياباني على هامش مباحثاته الرسمية بمنتخبنا الشاب ونتائجه المميزة في البطولة وأن الدولة تعد هذا الفريق لكأس العالم 2022 وأكد على دور أكاديمية أسباير في إعداد هؤلاء اللاعبين .. وأن سموه راضٍ كل الرضا عن أداء الفريق وعلى ثقته التامة بأن اللاعبين سيقدمون كل ما في وسعهم لرفع اسم بلدهم ... لقد كان لهذه التصريحات مفعول السحر في نفوس اللاعبين فزادتهم إصرارا وقتالية داخل أرض الملعب، فلم يكتفوا بما حققوه من نتيجة طيبة تتحقق لأول مرة وهي تأهلنا للدور قبل النهائي، ولكنهم وصلوا للمباراة النهائية وتغلبوا على أقوى فرق القارة وأكثرها تحقيقاً لألقاب هذه المسابقة وهو الساموراي الياباني بثلاثية رائعة توجوا بها مجهودهم في هذه البطولة ونالوا بها الكأس الآسيوية بنسختها الجديدة ... لقد كان أبناء الوطن عند ثقة قائدهم وطموح شعبهم، ونجحوا في التحدي الذي وضعوه لأنفسهم في الوصول لآخر المشوار في هذه البطولة ولم يتركوا الإمارات إلا وهم مكتسحين جميع الأرقام ليرفعوا الكأس في وسط أبوظبي وعلى إستاد مدينة زايد، ويحملوه معهم للدوحة وسط الأفراح الكبيرة التي اجتاحت جميع البيوت القطرية وانتقلت إلى كورنيش الدوحة وكتارا واللؤلؤة للتعبير عن فرحتهم بمنتخبهم وأبنائهم الذين أثبتوا أن كلمة صعب أو مستحيل هي خارج قاموس القطريين ... لقد حقق منتخبنا كل الأرقام الاستثنائية واكتسح كل الألقاب من البطل إلى الجوائز الفردية (أفضل لاعب وهداف البطولة وأفضل حارس ) ... واستطاع أن يذيق المنتخب الياباني أول هزيمة له في المباريات النهائية ... لقد حقق المنتخب واحداً من النتائج الكبيرة في تاريخ كأس آسيا عندما هزم المنتخب الكوري الشمالي بنصف درزن من الأهداف ... واستطاع المعز علي هداف البطولة أن يكسر رقم الإيراني علي دائي عام 96 الذي سجل 8 أهداف ليحرز 9 أهداف ويكون بذلك اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف في بطولة واحدة ... نعم لقد أصبح لدينا منتخب نثق به وبإمكانياته وقدرته على التعامل مع كافة الظروف، سواء داخل الملعب أو خارجه .. ونثق بأن الأدعم أصبح لا يهاب أحدا في قارته وإنما الجميع يحسب له ألف حساب لأنه أصبح من الكبار بل كبيرهم الذي قدم دروساً مجانية لكل المنتخبات في القتالية والروح الرياضية العالية وتخطي الصعوبات والعراقيل بكل هدوء ... إن السياسة والرؤية التي وضعت لبناء هذا الفريق أصبحت مرجعاً ومطلباً في كافة الدول العربية والقارية .. فاليوم نجد الجماهير والإعلام في القارة الآسيوية تطالب اتحاداتها بالسير على النموذج القطري في بناء منتخباتها والاستفادة من التجربة القطرية التي صنعت فريقاً مثالياً وقوياً وبدأنا نشاهد ثمار هذه التجربة عند الفوز ببطولة آسيا للشباب، وها هي المرحلة الثانية وهي اللقب الآسيوي وصولاً إلى الجاهزية الكاملة لمنافسة أقوى المنتخبات العالمية في مونديال 2022 ...ومروراً قبل ذلك بالبطولات الكبيرة التي تنتظرنا وأولها كوبا أمريكا. قبل النهاية ... سمو الشيخ جاسم بن حمد بيض الله وجهك فأي كلمة لن توفيك حقك @maarafiyeh