13 سبتمبر 2025

تسجيل

ضربنا... فأوجعنا... فأدبنا 

30 يناير 2019

بكيناهم في أرضهم ورجعناهم "حفاة" لبيوتهم  مسؤولوهم غادروا المباراة والحزن على وجوههم  تركنا الكلام لإعلامهم وتفرغنا لتحقيق الإنجازات على أرضهم  نجومنا يتفنون ويسجلون ولاعبوهم يضربون ضربناهم بالأربعة.. فأوجعناهم في عقر دارهم.. وأمام جماهيرهم... فرسمنا الحزن على وجوههم.. لم تنفعهم العراقيل التي وضعوها لنا.. لم نهتم أو نتأثر لغياب جماهيرنا.. لم نتأثر بغياب وفدنا الصحفي ومنعهم من الدخول لأراضيهم... لم تنفعهم حماقات البعض من جماهيرهم ورميهم لأحذيتهم (أكرمكم وأجلكم الله) على لاعبينا مع كل هدف يسجل في مرماهم... لم نكترث لتخاريف إعلامهم المسيس والذين حاولوا بكل جهدهم وطاقاتهم التشكيك في وطنية لاعبينا وانتمائهم لبلدهم... لم يهمنا ذلك.. لان لاعبينا ورجال الادعم وهم يغادرون الدوحة للامارات كانوا على علم بكل هذه العراقيل والمشاكل التي ستواجههم فكان هناك هدف واحد أمام أعينهم وأرادوا تحقيقه وهو رفع علم وطنهم في أرض الامارات وتحقيق الانتصار تلو الآخر ولا يتركون الامارات إلا وهم على منصات التتويج فكان لهم ما أرادوا ولم تتبق سوى خطوة واحدة فقط للظفر باللقب عن جدارة واستحقاق، ونقول لهم إن رفعنا الكأس الآسيوية فنحن فخورون بكم، وإن لا قدر الله خسرنا المواجهة اليابانية فنحن محظوظون بكم.. نعم محظوظون بمنتخب سجل 16 هدفاً... فخورون بمهاجم يتصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 8 أهداف... بحارس مرمى حافظ على نظافة شباكه... بمدرب استطاع أن يرد علينا جميعاً وعلى كل من انتقده وقلل من امكانياته وقدرته على قيادة الادعم في هذه الفترة ويؤكد بانه من خيرة المدربين الذي قادوا منتخباتنا الكروية عبر تاريخ الكرة القطرية... فخورون باتحاد عمل بكل هدوء للوقوف مع هذا المنتخب ووفر له كل الامكانيات والتسهيلات للوصول الى هذه المكانة الكبيرة على مستوى القارة الاسيوية... نفتخر بمنتخب أجبر قادة الدولة المستضيفة ومسؤوليها على الخروج من الملعب بعدما استشعروا بان هناك فضيحة كروية ستطولهم فتركوا لاعبيهم يواجهون مصيرهم بانفسهم... لقد جمعنا الكثير من البطولات بمنتخب الامارات بداية من كأس الخليج الثانية عام 1972 في السعودية فكما هو معروف لم يشارك المنتخب الاماراتي في البطولة الاولى بالبحرين في عام 1970 حيث لم يكن هناك شيء اسمه دولة الامارات العربية المتحدة في ذلك الوقت فكانت مواجهتنا الاولى بهم عام 72 وتواصلت اللقاءات بين منتخباتنا في مختلف البطولات خليجية وعربية وقارية وعلى مستوى جميع الفئات تغلبوا علينا في العديد من المقابلات وهزمناهم في الكثير في المناسبات ولكن دائماً ما كنا نظهر في اللقاءات الحاسمة، فهذه ليست المرة الاولى التي نبعدهم عن استحقاق مهم، فلقد تأهلنا الى بطولة العالم العسكرية عام 86 عندما هزمناهم بثلاثية لهدف واحد سجلها كل من خالد سلمان هدفان وابراهيم خلفان هدف وأبعدناهم عن المونديال العسكري ونلنا لقب كأس آسيا للناشئين عام 90 عندما هزمناهم بهدفين للا شيء في عقر دارهم وكانوا هم بوابتنا لتصدر مجموعتنا والعبور للتصفيات النهائية لاولمبياد برشلونة عندما هزمناهم في الشارقة بهدفين لعبدالناصر العبيدلي وفهد الكواري، ولاننسى تأهلنا لمونديال الشباب القادم وخروجهم بعد قصة شهيرة لن أكررها الآن لانها اصبحت مشهورة ومعروفة للقارة كلها... لتكتمل قصة سيطرتنا على اللقاءات الحاسمة برباعية الامس والتي كانت تاريخية لانها اوصلتنا لنهائي كأس القارة لاول مرة في تاريخنا، ولاننا هزمنا الدولة المستضيفة بنتيجة ثقيلة ووسط مسؤوليهم والذين كما ذكرت سابقاً تركوا المباراة ولاعبيهم بعد الهدف الثاني وفضلوا عدم مشاهدة فرحة لاعبينا وحسرة منتخبهم في ختام اللقاء... لقد قدم لاعبونا درساً في الاخلاق الرياضية في مباراة الاربعة رغم ما تعرضوا له من اعتداءات متواصلة وسافرة بالاحذية وبزجاجات المياه من جانب بعض الجماهير الاماراتية، بالاضافة الى قيام مدافعي المنتخب الاماراتي بضرب لاعبينا بدون كرة وأخص بالذكر هنا اسماعيل احمد واعتدائه السافر على سالم الهاجري مما جعل الحكم يشهر في وجهه البطاقة الحمراء في الدقيقة الاخيرة من اللقاء، وكذلك قائد فريقهم فارس جمعة عندما ضرب حسن الهيدوس على رأسه بعد تسجيله للهدف الثالث مباشرة، ورغم ذلك لاعبونا كانت لديهم قدرة كبيرة على ضبط النفس وعدم الرد على الاعتداء بمثله فاستحقوا هذه المكانة من الاحترام والتقدير لكل من تابع المباراة لاخلاقهم ومستواهم وانضباطهم التكتيكي والاخلاقي في ارض الملعب.. كنت دائماً اقول وأردد بان التاريخ الكروي في أي بلد إذا لم يسجل تواجد منتخب الوطن في نهائي كأس القارة او يلعب في كأس العالم فانه لم يحقق أي شيء، مهما فاز بانجازات كروية على مستوى الفئات السنية او في بطولات اقليمية ويشاء المولى العزيز القدير بان هذا المنتخب والذي سيتواجد غالبيته في مونديال 2022 سيكون طرفاً في نهائي كأس آسيا بعد غدٍ بحول الله تعالى... وكان هذا الجيل رفض ان يشارك في كأس العالم دون تحقيق اي انجاز قاري فكانت الكلمة العليا له في هذه البطولة خاصة بانها اخر كأس قارية قبل استضافة قطر لمونديال 2022... واقولها فخورون بكم ومحظوظون لاننا نملك جيلكم وثقتنا لاحدود لها بكم وهذا ما أكده سيدي صاحب السمو أثناء زياراته الرسمية لكوريا واليابان.  قبل النهاية... كلمات سيدي صاحب السمو على هامش مباحثاته الرسمية في كل من جمهورية كوريا واليابان وإشادته بمستوى اللاعبين وثقته الكبيرة بانهم سيقدمون كل ما لديهم لتمثيل منتخبهم افضل تمثيل في مباراة الامارات كانت لها واقع السحر في نفوس اللاعبين فعاهدوا الله عز وجل ان يقدموا الغالي والنفيس لتحقيق طموحات قيادتنا الرشيدة والشعب القطري والمقيمين على ارض قطر الطيبة وكل عاشق من الدول الشقيقة والصديقة لمنتخبنا، وبالفعل شاهدنا ملحمة كروية وتاريخية رائعة أثبتوا وأكدوا من خلالها بانهم على قدر هذه الثقة والمسؤولية... ياويله ياويله اللي طمع في دارنا ياويله. maarafiyeh@