12 سبتمبر 2025
تسجيلاثبتت الثورة المصرية انها عصية على الكسر، وان ثوار مصر ماضون في ثورتهم حتى النهاية، لان ما يقومون به عبارة عن حرب وجودية لصالح الحرية، مع العسكر وما يمثلونه من ظلم وفساد ودكتاتورية وتسلط، وهي معركة لها نهاية واحدة فقط هي انتصار الشعب.جميع الانقلابات في العالم العربي انتهت بالفشل، انقلاب صدام حسين انتهى باحتلال العراق، وانقلاب حافظ الاسد انتهى بحرب ضد الشعب السوري، وانقلاب معمر القذافي انتهى بحرب اهلية، وانقلاب علي عبد الله صالح انتهى بسيطرة المليشيات الحوثية على اليمن وتوجه الجنوب نحو الانفصال، وانقلابات موريتانيا اخرجت البلد من الخارطة والانقلاب العسكري في الجزائر على نتائج الانتخابات ادى الى مقتل ربع مليون جزائري للشعب الذي قدم مليون ونصف مليون شهيد في مواجهة الاستعمار، والانقلاب في السودان ادى الى خسارة الجنوب وضياع ثلث مساحة البلد، وربما ضياع اجزاء اخرى.القاسم المشترك في جميع هذه الانقلابات هو ارتكاب العسكري للمذابح والمجازر وتخريب والبلد ودفعها الى اتون التخلف والامية والجهل والفقر والبطالة، وتكفي نظرة على قوائم التصنيفات العالمية لنجد ان هذه البلدان تتذيل العالم في كل شيء، وجميعها ينخرها الفساد وحكم اللا كفاءة وسوء الادارة والرشوة، تزدهر فيها السجون وتتدهور فيها المدارس والمستشفيات.الانقلابات في العالم العربي ليست بدعا من الانقلابات في العالم، فانقلابيو امريكا اللاتينية وافريقيا من العسكر دمروا بلدانهم، وانقلاب فرانكو في اسبانيا اغرق البلاد في الدم 40 عاما ووضعها في قائمة الدولة الفاشلة، وكذلك الامر في اليونان في ظل الانقلاب، ولم تستطع هذه الدول ان تتنفس الا بعد ان هزمت الشعوب الانقلابيين ووضعتها على مسار الخيار الشعبي والارادة الشعبية وحكم القانون والمؤسسات لا الاشخاص والضباط والعساكر.هذه المعادلة تنطبق على مصر، كما انطبقت على كل الدول التي عانت من انقلاب العسكر، فهزيمة الانقلابيين واعلاء صوت الشعب المصري وارادته ووضع المؤسسة العسكرية تحت الرقابة والحساب بوصفها اداة من ادوات الدولة، فالجيش خادم عند الشعب والدولة وليس العكس، شرط اساسي لكي تلتقط مصر انفاسها، ولكي يستعيد المصريون عافيتهم التي انهكها الفقر والمرض والبطالة والفساد وسوء الاحوال.من الواضح ان ثوار مصر عازمون على الحاق الهزيمة الكاملة بالانقلاب والانقلابيين والدولة العميقة، وهذا وما اظهروه في الذكرى الرابعة لانطلاق ثورة يناير، مما يثبت ان روح الثورة المصرية لم ولن تخبو في حنايا وثنايا هؤلاء العظماء من المصريين الذين يتصدون للآلة العسكرية الدموية للنظام الانقلابي الارهابي، الذي يرتكب "اعتداءات مميته وارهابية" حسب الوصف البريطاني.لا نريد ان يبقى السيسي وجنرالاته الانقلابيين في السلطة ويهيمن على البلاد 40 عاما مثل دكتاتور اسبانيا فرانكو، الذي انقلب على الحكومة الشرعية عام 1936 وحكمها حتى وفاته عام 1975، وحول اسبانيا الى صومال اوروبا، فالمصريون ومعهم العرب لن ينتظروا حتى يحول السيسي وجنرالاته الانقلابيون مصر الى صومال ويقتل الملايين مثل فرانكو.سبق ان كتبت ان انقلاب السيسي في الزمن الخطأ والظروف الخطأ، وهو انقلاب بالتقسيط، يضاف الى ذلك ان الرياح الآن تهب عكس اتجاهه، مما يؤشر الى ان هذا الانقلاب يخسر قدرته على البقاء.