16 سبتمبر 2025

تسجيل

اعتقال الصحافة !

30 ديسمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اعتقال محمود حسين، الصحفي بقناة الجزيرة، خطيئة أخرى يرتكبها ديكتاتور، عولج في طفولته من التخلف العقلي، وعندما كبر أطلق النار على الجميع. ديكتاتور توقف تعليمه الحقيقي عند المرحلة الإعدادية، ثم لم تتح له قدرته على التحصيل أكثر من التعليم العسكري، الذي رسب فيه، قبل أن يتخرج في عصر الاستسلام، وهكذا لم يخض معركة واحدة، لكن "تخلفه العقلي" جعله لا يخجل من أن يمنح نفسه رتبه المشير، أو الفيلد مارشال، حيث تشير "فيلد" إلى "ميدان" و "مارشال" إلى أصل ألماني معناه "حارس خيول الملك" والمعنى العام "القائد الميداني للفرسان" تلك الرتبة التي منحها المتخلف لنفسه ـ من دون أدنى خجل ـ مع أنه لم يذهب إلى أي ميدان ولم يقد أي معركة.ومن تمام التخلف أنه اعتقل محمود حسين بعد أن أوقفه لمدة 14 ساعة، ثم أفرج عنه، ما يعني أنه لا توجد تهمة، ثم اعتقله مع شقيقيه وأخفاهم قسريا ليومين، باتهامات ملفقة في وقائع يعود بعضها إلى سنوات وبعضها إلى أسابيع، يعني أنها لو كانت حقيقية لما أفرج عنه بعد أن أوقفه، لكن "المتخلف" لا يبالي بالمنطق.محمود حسين كان في طفولته عاملا زراعيا، ضاعف له صاحب الحقل أجره عندما عرف أن ترتيبه هو الأول بين زملاء الدراسة، وهو الآن في عامه الخمسين، لكن تجربته الأولى مع الاعتقال تمنحه عمرا أطول من الجميع، وتكتب اسمه في لائحة فرسان الحرية، الذين قاتلوا، ولا يزالون يقاتلون، دفاعا عن حق الناس في المعرفة، وترسيخا لثقافة المبادئ لا المصالح. أما "المتخلف" الذي لا معركة له إلا سلطته وجشعه، والذي انشغل بـ"القتل" عن "القتال" فلن يذكره أحد، لأن "التاريخ" لا يفتح "صفحاته" للذين يذهبون إلى "مزبلته".