16 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تبرير ولا تغرير !

30 ديسمبر 2014

يثار حديث كثيراً اليوم حول التطورات في العلاقات المصرية القطرية، ما بين من يراها صلحاً جاء بعد خلاف لم يطل كثيراً، وبين من يراه تقارباً بعد تباعد أحدثته ظروف متنوعة بعد الانقلاب على شرعية مصر منذ أكثر من سنة أوصل البلاد إلى ما نراه اليوم وما ترفضه شريحة عظيمة في مصر وما يقبل به البقية من شعبها، ولن أزيد في هذا وأزايد، لكنني على ثقة بأن السياسة شيء والثوابت الأخلاقية شيء آخر، على ثقة بأن ما رأيناه في الانقلاب الذي جرى في مصر سيظل انقلاباً، حتى وإن مادت السفن إلى ما يمكن أن يفسره كثيرون على أنه عكس هذا كله، فنحن نملك من البصيرة ما يمكن أن يفوق بصر من يرى اليوم هذا التقارب على أنه (تراجع) في الموقف القطري مما جرى في مصر وترى قيادتنا الحكيمة بأن كل ما يجب فعله يجب أن يصب في صالح ثلاثة شعوب على وجه التحديد وهم شعب مصر وشعب سوريا وشعب غزة، بحسب تقديرات لا أملك أنا أو غيري تفسيرها، ومع هذا فأنا ممن وجدوا أن هذا التقارب هو (الصلح) الذي يحاول رجال السياسة سواء في قطر أو مصر إخفاءه خلف قناع أنه لم يكن هناك خلاف يذكر ليكون اليوم الصلح الذي نتكلم عنه، فقطر تفردت في موقفها الصريح والواضح والصحيح في أن ما جرى كان انقلاباً مكتمل الشروط والأدلة، وما ثبتت عليه قطر في رأيها وافقتها دول حرة لم تتبع منظومة ما أو تبنت آراء آخرين فيه مثل تركيا التي لاتزال تجاهر بمواقفها المناهضة لكل ما جرى في مصر جملة وتفصيلاً وتصر على أن شرعية مصر خلف القضبان اليوم محبوسة بحكم العسكر والقضاء الذي يؤكد في أحكامه التي أطلقها على رموز النظام السابق للمخلوع حسني مبارك على أنه قضاء هش وما تؤكده التسريبات التي تفضح مكتب السيسي وينشرها الإعلام المصري على أن حكم المحكمة بات بعد المكالمة لا المداولة والله المستعان!كما تناول أصحاب قلم كثيرون ما جرى في إرسال قطر لمبعوثها بكثير من التبريرات وساقوا أسباباً فكانت مقالاتهم أشبه بالمطب الذي وقفوا عنده ولم يمتلكوا القوة الكافية لتجاوزه أو التراجع عنه، وكان لابد أن يصروا على ثوابت قطر أنها واحدة لا تتجزأ ولا تتلون ولا يمكن أن تتغير وفق أهواء ومصالح دول أخرى يهمها فعلاً أن تتحقق المصالحة المصرية القطرية لتتحقق بالتالي مصالحها هي، وأن كل ما تقوم به قطر اليوم من تقليص المسافة التي بينها وبين مصر إنما لأجل مصالح ما تراها الدوحة أنها ضرورية لشعوب ستهدأ أمورها فيما لو تحقق هذا التقارب ولا تخدم حكومات وكراسي تقتات في وجودها وبقائها على بقاء السيسي حاكماً أو إبقائه رئيساً إذا صح التعبير، رغم أصوات الغضب التي تنطلق من شواراع وحارات مصر بعد أكثر من سنة خضع البعض لحاضرهم ورفض الأكثر الخنوع له، وأنا ممن لديهم ثقة كبيرة في فكر القيادة لدينا على ثقة بأن ثوابت قطر لن تتزعزع وأن ما يمكن تجاوزه سنتجاوزه بصدر رحب وما لا يمكن تجاوزه سنقف لديه ونحاسب فيه من أخطأ وأساء لنا بشكل فج لا يغتفر لن لقطر كرامة لا يمكن أن يتعالى عليها أحد ولا أن يتهاون فيها مجموعة يمثلون إعلاما رسميا لأي دولة ومهرجون يطلقون على أنفسهم نخبة إعلامية، وهم في الواقع (خمة) لا يمكن أن يصلوا إلى مستوى الإعلام الراقي والهادف ويمثلون دولة عظيمة بحجم مصر وعلى ثقة أكبر بأننا لن نجد أنفسنا يوماً نبرر ضياع ثوابتنا أو (زوغانها) خلف مسمى المطلب السياسي الذي يجبرنا على فعل ما لا نقتنع به كحكومة أو نرضاه كشعب لديه ثقة وإيمان عميق بحكمة من يحكمه .. هذه ثقتنا التي لن تتزعزع إن شاء الله حتى وإن أظهرت بوادي الأيام على ما يجبرنا على عكس ذلك، فكل إجبار لدينا هو في الواقع اختيار!.فاصلة أخيرة:نحن شعب يعشق قطر ويحب تميم!