18 سبتمبر 2025
تسجيللا تزال مجزرة الصحافة في مصر مستمرة، في ظل حكم الانقلاب العسكري الجائر الجاثم على صدر مصر والمصريين، وهو يحكم يعادي بحكم نشأته الحرية والصحافة والصحفيين ما لم يكونوا عبيدا له، وهو ما أثبتته الأيام التي انقضت وحولت مصر إلى ثالث أخطر دولة في العالم للصحافة والصحفيين بعد سوريا والعراق، فحتى الصومال وأفغانستان الغارقتان في أتون حربين كبيرتين أكثر أمنا للصحفيين من مصر في ظل الانقلاب.واحد من أبرز إنجازات الانقلاب هو تحويل مصر إلى "صحراء صحفية" وتجريف كل الحالة الصحفية بإغلاق الفضائيات والصحف والإذاعات والمجلات والمواقع الإلكترونية وقمع كل المنابر الحرة للتعبير، بما في ذلك منابر المساجد، وهي حالة لم تستثن أحدا، وشملت كل الصحفيين والإعلاميين والمصورين والعاملين في مجال الإعلام، بما في ذلك الصحافة الأجنبية وعلى رأسها بالطبع قناة الجزيرة الفضائية التي تعرضت لأشرس حملة من قبل زبانية النظام العسكري الحاكم.لم يسلم صحفيو الجزيرة من الاستهداف في أي لحظة من عمر الانقلاب، وطالهم التضييق ورصاص القنص والاعتقال، ومنذ عام كامل لا يزال صحفيو الجزيرة الإنجليزية، باهر محمد وبيتر جريستي ومحمد فهمي، يقبعون في سجون الانقلاب زورا وبهتانا، في واحد من أوضح الأدلة على معاداة الصحافة والصحفيين والحرية بشكل عام، وهي قضية سياسية بامتياز، فهم لم يكونوا إلا صحفيين فقط، ولم يمارسوا أي عمل سوى نقل الخبر كما هو، ونقل الحقيقة كما هي، وهي الحقيقة التي لا يريد هذا النظام العسكري للعالم أن حادثة تهمة تلقي بصاحبها في غياهب سجون الانقلاب.من المستحيل على نظام عسكري انقلابي أن يتصالح من الصحافة الحرة، فهو لا يرى في الصحافة إلا أداة لخدمته، ولا يرى الصحفيين إلا طابورا في عسكره أو بوقا من أبواقه، وهو يجعل من الصحافة في ظل انقلاب السيسي مهنة مستحيلة، فالانقلابيون أعداء طبيعيون للصحافة والحرية.