14 سبتمبر 2025
تسجيلقرار الحكومة الأنغولية بحظر الإسلام على أراضيها، ومنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية، ينطوي على مخاطر أعمق من الفوبيا والشك في نقاء هذا الدين، وذلك مسار إذا لم يتم التعامل معه بصورة عقلانية حازمة فإنه يشجع دولا أو جهات أخرى للتعامل مع الإسلام بقسوة وغلظة تكف الدعاة وتتدخل في خيارات الناس العقدية. بالنسبة للمنظمات الكنسية التي تربح من هذا التصرف وربما تكون من خلفه، فإن الأمر يعد نصرا لها، ولذلك ليس من الحكمة الدخول في مواجهة معها لأنها حين تدعم مثل هذا القرار فإنها تتجرد من الأبعاد الأخلاقية، ومن لا يملك أخلاقا ينبغي تسفيهه فهذا الأمر يمضي سواء حاربه الناس جميعا أو لم يحاربوه، ولكن للنظر للمسألة من منظورها الإنساني وحق الناس في حرية العبادة والتعبّد واعتناق الأفكار التي يقتنعون بها. بداهة سلوك الحكومة الأنغولية يتعارض مع حقوق الإنسان والأعراف الدولية، ونأمل ألا يخرج علينا المتشددون والتكفيريون ليعلنوا الجهاد على هذه الحكومة، لأن هناك فجوة في فهمهم للإسلام وتخوفات غير مؤسسة من أتباعه، ولعلهم من واقع ما حصل من اعتداءات وتفجيرات في العاصمة الكينية نيروبي محقون في نظرتهم لديننا الذي لا يأتي أو يأمر بمثل ذلك، وهذا ما يجب توضيحه للأنغوليين. أنغولا جزء من هذا العالم وفيها أقلية مسلمة، والدين الإسلامي أكثر الأديان نموا واتساعا، وهناك نظم دولية تجبر الحكومة هناك على الكف عن التضييق على المسلمين والإسلام ودور العبادة، وينبغي التركيز على مسألة الحريات وحقوق الإنسان وليس فرض الدين على الناس والسلطة، لأننا نحتاج إلى اقتناعهم وليس إقناعهم، ولم يحدث ذلك إلا لأن بعض الاتباع أساءوا للدين من حيث لا يعلمون بمغالاتهم وتطرفهم وضيق صدورهم من الآخر، وذلك من قبيل حصادنا لسوء ما يفعلون. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين استنكر السلوك الأنغولي ويجب عليه أن يفعل أكثر من ذلك بإرسال وفد لأنغولا ليشرح قيم التسامح والسلام الكامنة في الإسلام وذلك ما يحتاجونه وينبغي أن يستقر في أنفسهم وعقولهم، ولأن ما حدث يتعارض مع حقوق الإنسان يجب التركيز على هذه النقطة أيضا والكف عن التصريحات الغليظة وحديث الويل والثبور وعظائم الأمور، فهذا الدين قوي ومتين، وكل المطلوب سد الثغرة النفسية التي أحدثتها الأفعال الخشنة للمغالين والمتطرفين وبعدها يسهمون بأنفسهم في تشييد المساجد والمراكز الإسلامية لحاجتهم للسلام والأمان لأن ذلك جوهر الإسلام.