09 أكتوبر 2025

تسجيل

دولة قطر نجاح يتحدث عن نفسه

30 نوفمبر 2013

في حياة الشعوب الحرة وقفات عز تاريخية تؤكد أصالة تلك الشعوب وحيوية عطائها، وتميز قيادتها التاريخية التي رسمت مسيرة تطورها الحضاري والسياسي، ولدولة قطر التي خاضت التحديات وعاش شعبها أوقاتا صعبة ملاحم مجد تاريخية تؤكد أهمية الإصرار على النجاح كعنصر حاسم في معادلة البناء الوطني الشامخ، وعلى القدرة الشاخصة في تجميع كل عناصر القوة الذاتية من أجل بلورة مشروع وطني يعتمد على استنهاض المجتمع وتحفيز طاقاته واستثمار ثرواته بشكل ذكي ووفق رؤية سليمة وحضارية تأخذ بنظر الاعتبار والحسبان قراءة دقيقة للمتغيرات الدولية وعبر الفهم الإيجابي لما يدور ويجري في عالمنا المعاصر. لقد شكلت الحالة التغييرية التي أرسى دعائمها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مثالا حيا ونموذجا أصيلا للقدرة الإبداعية على تجميع الصف الوطني والانطلاق في حملة بناء كبرى وورشة أعمال تاريخية أسست لمتغيرات غير مسبوقة في تاريخ قطر الحديثة وبما رسخ قوة الانتماء والولاء للشعب القطري وهو يخوض تجربة البناء الوطني بعقلية جديدة وأسلوب مختلف، وبطريقة مبتكرة أثارت عجاب العالم ودهشته، وكذلك استفزت معسكر الخصوم وجمهرة المفلسين من أعضاء حزب أعداء النجاح!، لقد مارست القيادة التاريخية لسمو الأمير الوالد دورا رياديا خالدا في إعادة صياغة مفاهيم العمل الوطني والمؤسساتي، حيث شرع في التخطيط الجدي والمباشر لانطلاقة صاروخية حداثية جديدة لدولة قطر جعلت منها قطبا إقليميا ناجحا في العديد من الملفات وبشكل أسهم في تجديد خلايا العديد من المؤسسات والصيغ، فمن دولة قطر انفجرت ثورة إعلامية غير مسبوقة في الإعلام العربي من خلال رعاية فضائية (الجزيرة) مثلا والتي كانت فتحا إعلاميا جليلا وزلزالا هائلا غير للأبد صيغة الإعلام المتخشب القديم ورسم خريطة طريق متطورة تواكب مسيرة العالم المتحضر بل وتنافس كبرى محطات الإعلام الدولية، فالإعلام العربي بعد الجزيرة لم يعد هو نفسه قبلها، وحجم التغيير في العقلية الإعلامية بات أكبر من كل التوقعات، وقد نجحت دولة قطر في أن تكون محطة استقبال وتطوير لكل ما هو إيجابي وحضاري وبناء، ومن دولة قطر أيضا تبلورت دبلوماسية نشطة وملتزمة بثوابت أمتها، وحريصة على التفاعل مع الأحداث الوطنية والقومية والدولية الكبرى، وخاضت في ملفات مهمة وحساسة لحمتها وسداها مصلحة الإنسان العربي ورفعته ومستقبله، لقد أعطت الدبلوماسية القطرية من جهدها الشيء الكثير لمحاولة معالجة ملفات الأمة الملتهبة والصعبة والانتصار للشعوب المظلومة والوقوف ضد الباطل، مع الحرص على حقن الدماء العربية وتوفير أفضل السبل لتنمية الإنسان العربي في كل مكان، فكانت قطر حريصة أشد الحرص على لعب أدوار دبلوماسية ذات طابع إنساني بحت وبعيدا عن أي مصلحة ذاتية معينة، لقد كان باستطاعة صانع القرار القطري التصرف بأنانية والانصراف بعيدا عن هموم الأمة ومشاكلها مما يجنب قطر الكثير من المخاطر، ولكن الانتماء العربي الأصيل للقيادة العليا جعل من قطر موئلا للأحرار ومعقلا لكل ما هو حداثي وأصيل، وقلعة شامخة للتطور المسؤول، وموئلا لتنمية انفجارية غيرت الكثير في الدولة التي تحولت للنموذج الرائع للدولة الناجحة والمتألقة والتي تسعى للمزيد من النجاح في ظل تنافسية دولية لا ترحم المتردد عن خوض التحديات، لقد مثلت دولة قطر النموذج الأرحب لقدرة دولة صغيرة من دول العالم الثالث على مغادرة قطار التخلف والعزلة والشروع بتأسيس ثورة معرفية هائلة عمادها إصلاح المنظومة التعليمية التي هي منطلق ومبتدأ كل تطور حضاري مسؤول، لقد مارست قيادة قطر دورا شفافا في التعاطي مع تحديات المستقبل وتسليم راية القيادة والتحديث بطريقة حضارية ووفق أسلوب توافقي ثري ومعطاء، فكان استلام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد لراية القيادة في أجواء جميلة من المحبة والتواصل عنوانا شامخا لرسالة نقل الأمانة بين الأجيال ندر ما يماثلها في واقعنا المعاصر، فقد قطف سمو الشيخ تميم ثمار النجاح الذي شارك هو شخصيا في أحداثه وملفاته، وأسس لحالة تواصل غير مسبوقة لا في الشكل ولا في المضمون مبحرا بسفينة الوطن القطري نحو مرافئ الأمان والسلامة في ظل مشاركة جماعية وأياد حريصة وقلوب مؤمنة بحب الوطن، فبارك الله بدولة قطر وهي تخطو خطوات مضافة في سجلات الرقي والتقدم، وحفظها الله من شر المتربصين، وسدد على طريق الخير خطاها وخطى أولي الأمر الذين آمنوا برب العزة والجلال، ففتح الله قلوبهم على الخير والعطاء.