28 سبتمبر 2025
تسجيلالأرض.. كوكبنا الحي الرائع.. وطننا الكبير الذي احتضننا وغيرنا من الكائنات الحية... وبذل لنا من خيراته الكثير، لننعم بهذه الخيرات التي لم يضنِ بها يوماً عنا.. الأرض هذا الكوكب الفريد بين كواكب المجموعة الشمسية وكواكب وأجرام الكون الفسيح، الذي انفرد وحده باحتضان الحياة وتطورها واستمرارها لملايين السنين. وبالرغم من غضبات كوكبنا التي تظهر بين فترة وأخرى بصورة زلازل أو براكين أو أعاصير وعواصف في منطقة ما من الأرض إلا أنه ظل دوماً كوكبنا السخي المعطاء. كوكبنا الفريد الذي تميز بتوازن دقيق بين مكونات أنظمته البيئية المختلفة، وكان لهذا التوازن بين الحيوانات بأنواعها البدائي والمتطور والنباتات والبيئة المحيطة الحاضنة لهم الفضل في إستمرار الحياة على هذه الأرض لملايين السنين، هذا التوازن الذي يعني في جوهره أن الكائنات الحية كلها تعتمد على بعضها البعض في سلسلة غذائية معقدة، بحيث إذا انقرض أحد الأنواع تعرّض النوع الذي يليه ويعتمد عليه كمصدر لغذائه للانقراض، هذا التوازن الذي حافظت عليه الكائنات الحيه منذ وجدت على سطح هذا الكوكب، إلى أن أتى الأنسان وأفتى لنفسه بأحقيته في السيطرة والتملك لموارد الأرض سواء ضد الكائنات الحية الأخرى من شركائنا في الأرض من حيوانات ونباتات،أو ضد الجماعات والأقوام والشعوب الأخرى من بني جنسه من البشر. حيث بدأ الاختلال في التوازن الدقيق، وسرعان ما أخذ في الإزدياد كلما ارتقى الإنسان في سلم الحضارة والمدنية إلى ان وصل إلى ذروته مع الثورة الصناعية الحديثة، وإزدادت وتيرة الاختلال في العقود الأخيرة والتي أفرط الإنسان وأمعن خلالها في تلويث الأرض والمياه وإطلاق الغازات السامة والمركّبات الكيمياوية والأشعاعات الضارة من مخلّفات الحروب الحديثة والصناعات المتطورة ووسائل المواصلات التي نستعملها يومياً دون ان نفكر للحظة في تأثيرها الضار على البيئة. حتى جأر كوكبنا بالشكوى، فالغازات والمركّبات السامة والتي أخلت بنسب المكونات الدقيقة للغلاف الجوي، والتي بالمقابل لم تجد ما يمتصها بسبب قطع الأشجار والقضاء على الغابات في أنحاء شتى من الأرض، وأخذت تهدد الكائنات الحية بالفناء، والتي من نتائجها أيضاً الإرتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة أو ما يسمى بالاحتباس الحراري، وضمن نتائجها الكارثية ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي مما يعني ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار، تلك الكارثة التي تهدد الكثير من المدن والقرى الساحلية والجزر بالغرق، ومن الكوارث التي انتشرت في السنوات الأخيرة كذلك الازدياد غير المسبوق للأعاصير والعواصف وفي أماكن لم تكن ضمن المناطق المعرضة من قبل. ويبدو إنعدام العدالة قائماً حتى في توزيع التلوث ونتائجه حيث تتسبب الدول الصناعية الكبرى في أكبر كمية من التلوث بينما تتلقى الدول الفقيرة الكوارث والمصائب البيئية الناتجة من هذا التلوث بلا أي حول ولا قوة. لذا فالحفاظ على الكوكب الحي مسؤوليتنا جميعاً حكومات وأفراد كلٌ حسب موقعه وإمكانياته... فالوعي بالبيئة وكيفية حمايتها يجب أن نعلّمه للأطفال منذ نعومة أظافرهم، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه يتطلب التضحية منا جميعاً والبدء بتغيير سلوكنا اليومي.