14 سبتمبر 2025
تسجيل* رئيس هيئة الأركان الأمريكية العسكرية العامة، الجنرال جوزيف دانفورد، الذي تولى قيادة أركان أقوى جيش في العالم في 25 سبتمبر 2015، وأصبح تلقائيا المستشار العسكري الأول للرئيس الأمريكي، والمستشار العسكري الأول لوزارة الدفاع، ولمجلس الأمن القومي. وللكونجرس بغرفتيه.*منصب رئيس الأركان الأمريكية المشتركة هو المنصب العسكري الأعلى في الولايات المتحدة.*هذه مقدمة ضرورية لما يأتي من حديث عن تصريحات هذا الجنرال المنغمسة في القضايا السياسية الدولية بصورة واضحة وغير مألوفة لدى العسكريين الأمريكيين الكبار الذين لا يسمح لهم بالخوض في القضايا السياسية بشكل سافر. * ولكننا نذكر تصريحات رئيس الأركان العامة الأمريكي التي تترى بلا انقطاع وهي تصريحات مرتبة بعناية مقصودة، وتحمل رسائل سياسية قد يكون الهدف منها التخذيل هنا ونشر الإحباط والتخويف هناك تليينا لمواقف البعض وتحذيرهم بأن يرعوا بقيدهم كما يقول المثل الشعبي الدارج عندنا في البوادي السودانية. تليين مواقف هذا البعض يتبعه تلقائيا ركوبهم في القاطرة القاصدة إلى حيث يراد لها. * رئيس الأركان العامة الأمريكي هذا سبق أن ضخم لنا قدرات تنظيم الدولة الإسلامية العسكرية بصورة مبالغ فيها، زاعما أن العالم كله، بقضه وقضيضه، وبجيوشه الضاربة في البرية، وأساطيله الماخرة في عباب المحيطات والبحار، يحتاج إلى عشرين عاما حسوما لكي يهزم مليشيا داعش! قد يكون مهما التذكير بأن مراقبين ومحللين كثيرين ظلوا يوجهون أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة بأنها مسؤولة عن صناعة داعش وإخراجها للعالم من بطون السراديب المظلمة، لكي تعيث في هذا العالم ذبحا وتقتيلا. يبدو أنه لن يكون غريبا إذا تسربت القناعة بوجود دور للاستخبار الغربي في ظهور تنظيم الدولة، إذا تسربت، حتى إلى عقل راعي الضأن في السهول الأسترالية. تخاذل الدولة القطب ذات المراس العسكري غير المسبوق عن القيام بعمل عسكري يوقف عبث تنظيم الدولة. ثم تخذيل الذين يحاولون القيام بعمل ما في هذا الاتجاه، وتخويفهم من المهمة المستحيلة يطرح سؤالا لا يمكن السكوت عنه: لماذا لا تنجد الدولة القطب المستغيثين بقوتها من بطش تنظيم الدولة، ولماذا تخذل الذين يحاولون؟! لماذا يطلب من العالم أن يكون غبيا بما يكفي ويزيد لكي يصدق نبوءة الأركان العامة الأمريكية التي تقول إن جماعات صغيرة الحجم، وقليلة العتاد، ولا يعرف لها تاريخ في الدراية الحربية ولا الدراية السياسية تخرج على العالم على حين غرة وتعيث فيه ذبحا وتقتيلا بلا هوادة. لا يمكن هزيمتها أو التصدي لها بأي مستوى. رئيس أركان أقوى جيش في العالم لا يريد أن يجيب على السؤال المرهق: كيف تسنى لداعش الوليدة، القادمة من براثن المجهول أن تحصل على كل تلك القدرات التي مكنتها حتى الآن أن تحارب العالم كله وبكفاءة جعلت رئيس أركان أكبر وأقوى جيوش العالم يزعم بلا حياء أو تردد أن العالم (مجتمعا) يحتاج إلى عشرين عاما لكي يهزم جماعات بنت سفاح لا يعرف لها أصل ولا فصل ولا شهادة ميلاد. سؤال يتحاشى الاستخبار الغربي التورط في محاولة الإجابة عليه رغم أنه قد قيل لنا من قبل إن هذا الاستخبار قادر على التقاط همس الريح في المريخ بالصوت والصورة. آخر تجليات رئيس أركان الجيش الأقوى في العالم العسكرية صدرت للتو. قال رئيس الأركان العامة الأمريكي أن ميزان القوة العسكرية مال لصالح الأسد رغم اصطفاف معظم العالم ضده. اللهم لا شماتة في الدولة القطب التي كانت.