10 سبتمبر 2025

تسجيل

زواج باطل

30 أكتوبر 2014

للزواج الشرعي شروط وأركان إن تحققت كان الزواج صحيحا منها إذن وحضور ولي الأمر. وبتوثيق العقد بالمحكمة الشرعية حفظ وضمان لحقوق الطرفين وحل للمشاكل لاحقا. وقليل من يتزوج زواجا شرعيا مكتمل الأركان دون توثيقه بالمحكمة الشرعية لأسباب كثيرة خاصة بهم، لكن أن تتزوج المرأة لو أضطرت دون توثيق لعقدها ففيه ضياع لحقوقها، كما أنها لا تستطيع ولا أهلها إن ملكت ورقة أن تثبتها بالمحكمة إلا بوجود الزوج، فكيف إن رفض الزوج ذلك، أو تركها معلقه!؟ وفي حالة حملها فأي مستشفى سيستقبلها دون ورقة زواج رسمية!؟ وكيف ستثبت لأي جهة أنها متزوجة وهي لا تملك عقد زواج رسمي!؟ وأخيرا كم تزوج مثل هذا الرجل بهذه الطريقة وكم طلق!؟ موضوعنا اليوم هو ما بدأ يظهر وإن مازال مستوراً وهو الزواج "بدون إذن ولي الأمر وعلمه"، وقد يكون لتأثير المسلسلات - لا الدين - دور كبير فيبيح الرجل لنفسه ويقنع من يريد الارتباط بها بأن للثيب أن تزوج نفسها بنفسها دون إذن ولي أمرها فيأخذ بمذهب أبي حنيفة وهو متشدد لمذهب آخر، وإن كان على دين حق فسيعلم أن جمهور الفقهاء أجمعوا على بطلانه خلافاً للإمام أبي حنيفة رحمه الله، ومذهب الجمهور هو الأصح لقوة أدلته(إسلام ويب)، فعن عائشة قالت:"أيُما إمرأةٍ نكحت بغير إذن مواليها؛ فنكاحها باطل (ثلاث مرات)..."، وعن ابن الزبير: أن عمر أتي بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة فقال هذا نكاح السر ولا أجيزه، ولو كنت تقدمت فيه لرُجمت. وعن ابن عبّاس مرفوعا:"البغايا اللواتي يزوجن أنفسهن." فكيف لامرأة تزوج رجل نفسها دون إذن وليها وعلمه وبحضر شهود ومأذون غير رسمي!؟ مع الانفتاح وقلة الوازع الديني والتوجية الأسري والخوف من المحرم أبا/أخا قد نرى تجرؤ بعض النساء (بكر/ثيب) بالاقتران دون علم ولي الامر وليس عدم رضاه فقط، فهي لم تفكر برأي الدين في مثل هذا الارتباط وإنما ساقتها عاطفتها فنست كرامة محارمها وسمعتهم بل لم تُفكر بالتبعات السلبية التي ستحدث بعد هذا الارتباط الباطل. وقد سمعنا من قريب بقصة مبتعثة عربية في بلاد الغرب زوجت نفسها دون علم ولي أمرها. وأعتقد والله أعلم أن من يفعل مثل هذا الأمر من المتزوجين قد كان قبلا يمارس علاقات بالحرام ثم تاب فاتخذ هذا النوع من الارتباط الذي أبطله جمهور الفقهاء ليرتبط ويفك وقتما شاء فتكون له هذه كتلك لكنه يراها حلالا وهو باطل. للأسف أنقلب حال المسلمين في آخر الزمان فأصبح بعض المتزوجين المعددين-لا يعلم أحد بزواجهم- يسترقون الحلال سرقة كالحرامي، والعصاة يجاهرون بتعدد علاقاتهم بالحرام، وحجتهم حتى لا يخترب بيتهم. فوالله إن الأسلام لم يأت بأمر ليخرب البيوت، ولكن لأن الرجل لم يعد رجلا، أنقلب الحال ليصبح ضده. فلترفض المرأة العفيفة إرتباطا يجعلها والزانية "البغي" في نفس الفعل فتكون لعبة في يد الرجال. فبعقد شرعي رسمي بموافقة ولي أمرك ترتفع كرامتك وتضمنين حقوقك، ومن لا يزوجها ولي أمرها يزوجها القاضي، فالحلال لابد أن يكون في النور، والمعاصي هي التي يجب أن تكون بالخفاء متستره بالظلام. وما يسقط من قيمة الرجل ليس التعدد الحلال المعلن ولكن ما يسقطه هو اختلاسه لبنات المسلمين بزواج دون ولي الأمر فيستغل عاطفتها وحاجتها للعفه فيأخذها لفترة بسيطة ثم يتركها إن وجد غيرها. همسة لكل امرأة/فتاة: لا يستغلكِ رجلا فتخسرين نفسك/أهلك، ولا تقبلي إلا بزواج شرعي رسمي "بحضور ولي أمرك". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها، فإن الزانية هي التي تزوج نفسها"، وقال صلى الله عليه وسلم :"لا نكاح إلا بولي". همسه لكل من يجعل نفسه مأذونا: وهو غير مأذون بذلك من الجهات الرسمية فيفرح بتزويج نساء مستضعفات من رجال لا يعرف عنهم غير أشكالهم وما يخرج له من جيوبهم! فلتعلم أن العقد باااطل، فاتقِ الله ولا تقبل أن تزوج امرأة دون أذن وليها فإنك لن تقبل أن تتزوج إبنتك/أختك دون علمك. همسة لكل رجل: أمر لا تقبله وقد يثير غضبك إن علمت أن ابنتك/أختك فعلته دون رضاك، فلا تقبل أن تفعله أنت ببنات المسلمين؟! دمتم في حفظ الله ورعايته