13 سبتمبر 2025
تسجيل* أغلب الباحثين يعترفون بأن طفولة الشاعر المتنبي كانت غامضة واكتنفتها الأسرار، حتى أن أَبا الشاعر أسموه مرة الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي، ومرة أخرى تقول الروايات أنه الحسين بن عبدالجبار الجعفي وفي رواية ثالثة تقول إنه محمد بن الحسين بن عبدالصمد الجعفي، وترى أن جميع الروايات اجتمعت على العائلة وهي الجعفي.. فهو إذن صحيح النسب لأنه من عرب اليمن، وجعفي جدهم الأكبر ينتمي إلى قحطان جد اليمنيين.. لذلك نرى المتنبي يقول: لا بقومي شَرفتُ بل شَرفوا بي وبنفسي فَخَرتُ لا بجدودي وبهم فَخَر كُلُّ من نَطَقَ الضَّادَ وعَوذُ الجاني وغَوثُ الطَّريدِ * المتنبي نشأ مظلوماً، أكل بعض أعمامه حقه في إرث والده لذا قال المتنبي يؤكد هذا: سَأَطلُبُ حَقِّي بالقَنَا ومشايخ كأنهم من طولِ ما التثموا مرر * ويقول وهو يرثي جدته في حقه في إرث أبيه: طلبت لها حظا ففاتت وفاتني وقد رضيت بي – لو رضيت بها – قسما * والحظ هنا هو الحق المغتصب الذي حال دونه أحد كبار قومه.. * وفي قصيدة أخرى يقول المتنبي: ولستُ أَبالي بعد إدراكيَ العُلى أكانَ تُراثاً ما تَنَاوَلتُ أَمْ كسبا * والمتنبي يكره المذلة كرهاً عظيماً من أي إنسان كان، وقد أعرب عن ذلك في هذا البيت من الشعر: هِمَّتي هِمَّة الملوك ونفسي نَفْسُ حُرٍّ تَرى المذَلَّةَ كُفْرا * ويقول عن نفسه وقومه في بيت آخر: وإِنِّي لمن قَومٍ كأَنَّ نُفُوسهم بها أَنَفَ أَنْ تَسكُنَ اللَّحمَ والعَظْما * هل كان المتنبي من الشيعة؟ سؤال طرحه بعض الباحثين واستدلوا بذلك من أشعاره التي قالها في مدح علي سيف الدولة الحمداني: يا سيف دولة ذي الجلال ومن لَهُ خَيرُ الخَلائقِ والأنامِ سَمِيُّ أُنظر إلى صِفينَ حين أَتَيْتَها فانجابَ عنها العَسْكَرُ الغَربِيُّ فكأَنَّهُ جيش ابن حَرْبٍ رعته حتى كأنَّكَ يا علي عليُّ