08 أكتوبر 2025

تسجيل

رحماك يا أمي

30 أكتوبر 2013

أمي … أمي...أمي كلمة تنطق في الشفاه ولكن لها معاني كبيرة وهي أعظم حق على العباد بعد حق الله، وقد جاءت النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ترغب في بر الوالدين، وتبين فضل هذا البر في الدنيا والآخرة أولا: — فمن فضائل برهما: أن الله جل وعلا قرنا حقهما بحقه، فما أمر بتوحيده إلا أمر بحق الوالدين، وهذا شأن عظيم يقول جل وعلا: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، وقال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) أي: أمر بعبادته أمر بالإحسان إلى الوالدين، يقول صلى الله عليه وسلم: "رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ) ولا شك أن بر الوالدين من أعظم أبواب الخير، ومن أوسع أبواب الجنة قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا. قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رواه البخاري ثانيا: — لما اودع الله لها من عواطف الحب والرحمة والايثار تجاه ابنائها فهي تتعب من اجلنا في الحمل والوضع والرضاع والتربية ولا احد ينكر هذا فهي السبب في وجودنا بعد الله قال تعالى (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) ثالثا: — تكون العقوبة الشديدة للعاق بوالديه: — ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العقوق من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله عز وجل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس" رواه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي. وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله قال: { ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، والرجلة}رواه النسائي والحاكم ((عن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان، وأديت الزكاة، وحججت البيت فماذا لى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فعل ذلك كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلا أن يعق والديه"رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة وابن حبان. عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله من ذبح لغير الله، ثم تولى عن مولاه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله من نقص منار الأرض"رواه الحاكم. رابعا: — دعاؤهم لأبنائهم يستجاب فهم باب رحمة ونجاة لأبنائهم في الحياة الدنيا. وللبر صور عظيمة، تكون في حياتهم وبعد مماتهم فالبر هو الإحسان وبذل المعروف بالقول والفعل والمال، فالقول تخاطبهما بأحسن الأقوال، قال الله جل وعلا: (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) ويكون برهم بعد موتهم بين في حديث الصحيح جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: هل بقي من بر الأبوين شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: "نَعَمِ الصَّلاَةُ عَلَيْهِمَا أي: الدعاء لهما، وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ التي لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا"، أخيرا اللهم ارحم أمهاتنا اللهم ارحمهما كما ربيانا صغيرا، اللهم أحسن إليهما كما أحسنا إلينا، اللهم جازهما عنا خير الجزاء يا أرحم الراحمين، اللهم أفسح في قبورهما ونور في قبورهما وجعل قبورهما روضة من رياض جنتك إنك على كل شيء قدير يا أرحم الراحمين.