11 سبتمبر 2025

تسجيل

عدل عمر بن الخطاب

27 أغسطس 2023

عمر بن الخطاب كان من أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام والعالم العربي لما تجلى في شخصيته بمفهوم العدل بشكل أصبح واضحا في حكمه ولهذا سمي بالفاروق الذي يعني ((المميز بين الحق والباطل)) وأن الذي سماه بذلك النبي عليه الصلاة والسلام، ذكر ابن سعد أن عائشة رضي الله عنها سئلت من سمى عمر بالفاروق فقالت النبي صلى الله عليه وسلم في فترة حكمه كخليفة ثانٍ للمسلمين في 23 أغسطس سنه 634م وكان الفاروق قاضيا خبيرا واشتهر بعدله وإنصافه الناس من المظالم وقد برزت مبادئ العدل والإنصاف بشكل واضح في سياسته وأفعاله من خلال: 1- المساواة أمام القانون: عمر بن الخطاب أسس نظاما قضائيا ينص على أن الجميع متساوون أمام القانون بغض النظر عن أصولهم أو مكانتهم الاجتماعيه. 2- تعزيز العدالة الاجتماعية: قام بتوزيع الثروة بين الفقراء والمحتاجين من خلال مفهوم الزكاة والصدقات. كان يهتم بتلبية احتياجات المجتمع وضمان عدم ترك أحد محتاجا. 3- تعزيز حقوق المرأة: حفظ حقوق النساء ومعاملتهن بالعدل والإنصاف وضمان حقوقهن في الزواج والطلاق والميراث. 4- القضاء بالحق وحده: اشتهر بقراراته الصارمة حينما قضى بالحق دون الالتفات للشخصيات أو العلاقات. 5- تحسين إدارة الدولة: قام بتطبيق إصلاحات إدارية مثل إنشاء دوائر حكومية لتسيير الشؤون المدنية والعسكرية بشكل مؤسسي. 6- مراعاة حقوق الأقليات: كان يعتني بحقوق غير المسلمين الذين عاشوا في دولة الإسلام وكان يحث على معاملتهم بالعدل واللين. لذلك يعتبر عمر بن الخطاب أحد أمثلة القادة الذين تحققت من خلالهم مبادئ العدل والإنصاف في الحكم ولذلك فإن تسميته بالفاروق تعكس فضيلته في التمييز بين الخير والشر وتفرده بمبادئ العدل التي تجاوزت حدود زمانه ومكانه ومن المقولات المشهورة التي ظلت معلقة في عقولنا ((حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر)) والتي وضحت أنه كان لا يخاف في الله لومة لائم ولا ينطق إلا بالحق. وسأخبركم عن قصتين من قصص عدل عمر بن الخطاب: عن أسلم عن أبيه عن جدة أسلم قال بينما أنا مع عمر بن الخطاب وهو يعس المدينة إذا أعيا واتكأ على جانب جدار في جوف الليل وإذا امرأة تقول لابنتها يا ابنتاه قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء فقالت لها يا أمتاه وما عملت ما كان من عزمه أمير المؤمنين اليوم قالت وما كان من عزمته يا بنية قالت إنه أمر مناديا فنادئ ألا يشاب اللبن بالماء فقالت لها يا بنية قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك عمر ولا منادي عمر فقالت الصبية لأمها يا أمتاه ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء وعمر يسمع كل ذلك فقال يا أسلم علم الباب واعرف الموضع ثم مضى في عسسه حتى أصبح فلما أصبح قال يا أسلم امض إلى الموضع فانظر من القائلة ومن المقول لها وهل لهم من بعل فأتيت الموضع فنظرت الجارية أيم لابعل لها وإذا اتيك أمها وإذ ليس لهم رجل فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فدعا عمر ولده فجمعهم فقال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوجه ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه المرأة فقال عبدالله لي زوجة وقال عبدالرحمن لي زوجة وقال عاصم يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم فولدت لعاصم بنتا وولدت البنت عمر بن عبدالعزيز كذلك نسبه العلماء. ونستكمل حديثنا عن قصة المرأة التي وقفت في وجهه وأجبرته على تغيير حكمه بشأن مهور النساء، أنه ذات يوم خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس ونصحهم ألا يغالوا في مهور النساء وبين لهم أن المغالاة في المهور لو كانت مكرمة في الدنيا أو الآخرة لفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الرسول ما أعطى أحدا من نسائه ولا أخذ لبناته إلا شيئا قليلا، فقامت إليه إحدى النساء وقالت في شجاعة يا عمر يعطينا الله وتحرمنا أليس قال سبحانه وتعالى ((وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا)) فأدرك عمر صواب قول المرأة وحسن استشهادها بالآية الكريمة فرجع عن رأيه وقال أصابت أمرأة وأخطأ عمر.