العدالة في الإسلام

العدالة في الإسلام تعد من القيم التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية، فيظهر القرآن الكريم في العديد من المواضع الذي يأمر بالعدل والإنصاف، اذكر بعضا منها قوله تعالى في سورة النساء آية (135) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا). وقوله في سورة المائدة آية (8) (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُواْ ۚ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ)، كما يمكن الاستشهاد بالأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية تحقيق العدالة، واذكر منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، واللذان في النار رجل عرف الحق فجاز في الحكم ورجل قضى في الناس على جهل)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما اهلك الذين قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام (إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا). فالعدالة تشكل جزءاً لا يتجزأ من توجيهات الإسلام الدينية، فالله سبحانه وتعالى مصدر العدالة، وإن تطبيق مبادئها في الحياة يؤدي إلى تحقيق التوازن والإنصاف والسلام، وهنا أوضح أمثلة لتحقيق العدالة في الإسلام: 1- قيمة رئيسية: باعتبار القرآن الكريم مصدرا رئيسيا للتوجيهات بالعدالة، ويتم التأكيد على ضرورة معاملة الناس بالعدل والإنصاف سواء كان في التعاملات التجارية أو القضاء أو الحياة اليومية. 2- مساواة الجميع أمام القانون: يعلم المسلمون أن القانون يجب أن يكون عادلا ويشمل الجميع بغض النظر عن الجنس – العرق - فيحث الإسلام على عدم التحيز أو التمييز وعلى تطبيق القوانين بنفس القدر من الصرامة للجميع. 3- الرحمة والإحسان في العدالة: يشجع المسلمين على مزج العدالة بالرحمة والإحسان، فعلى سبيل المثال عند فرض العقوبات ينصح بأن تكون مناسبة ولا تتعدى حدود الإنسانية ويشجع على دعم الفقراء والأيتام والمحتاجين من خلال الزكاة والصدقات. 4- القوانين الاجتماعية والاقتصادية: يحث المسلمين على توزيع الثروة بشكل عادل بين أفراد المجتمع من خلال دعم الفقراء والأيتام والمحتاجين من خلال الزكاة والصدقات. 5- الوسطية والتوازن:- تشجع العقيدة الإسلامية على الاعتدال وتجنب التطرف في جميع جوانب الحياة بما في ذلك العدالة، ينبغي أن يكون التحكيم واتخاذ القرارات مبنيا على المبادئ العادلة والمنطق. 6- القضاء العادل: يعتبر القضاء العادل أمرا مهما في الإسلام يتطلب تطبيق القوانين واتخاذ القرارات بالتحقق من الحقائق وعدم الانحياز لاحد الأطراف سواء كان ذلك في النزاعات الشخصية أو القضايا المجتمعية. 7-التعاون والتراحم: تشجع الأخلاق الإسلامية على التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع، هذا يساعد في تحقيق التوازن وتقديم المساعدة للأشخاص الذين قد يكونون في حاجة إلى العون والمساعدة. الخلاصة يعد مفهوم العدالة في الإسلام مرتبطا بالقيم الأخلاقية والروحانية بهدف خلق مجتمع يسوده التوازن والإنصاف ويشجع على تطبيق هذه المفاهيم في جميع جوانب الحياة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار.