13 سبتمبر 2025
تسجيلثمة حقيقة ميدانية يعرفها كل متابع لشؤون وشجون الشرق القديم بملفاته المتضخمة وبمشاكله المتوارثة وبعقده النفسية الموغلة في القدم، بأن المنهج الدبلوماسي الذي تتبعه دولة قطر في مختلف عقود تحولاتها السياسية هو منهج إنساني يتخذ من المصلحة الوطنية والقومية ومصلحة الإنسان العربي مرتكزا أساسيا في تحركاته وصياغة عقد أولوياته، كما أن هذا المنهج يتميز باقتحاميته وجرأته في إعلان المواقف وتحديد المسارات ومواقع الأهداف العامة التي تتحرك في إطارها الدبلوماسية القطرية وفق أجندة المصلحة العامة وليست الخاصة أو المصلحية والنفعية رغم ما يجره ذلك من مواقف وتبعات على دولة قطر، والمواقف الدبلوماسية الرزينة والمسؤولة لدولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والتي يعبر عنها سعادة الوزير خالد بن محمد العطية تتميز باقتحاميتها المسؤولة المستمدة من خبرة الوزير الشاب الشخصية باعتباره طيارا مقاتلا في سلاح الجو القطري قبل أن يتخصص في القانون ويخوض معارك العمل الدبلوماسي التي لا تقل ضراوة ولا مشقة عن معارك الطيران والجو، فالمعارك هي المعارك والتصدي هو التصدي والسيف والقلم هما من أبرز حالات خوض الصراع، وزير خارجية قطر يعلم مليا بأن قيادة الدبلوماسية القطرية هي مهمة شاقة لبلد قد تكالبت عليه كواسر الفاشية والإرهاب من كل مكان، فقطر اليوم لا تخوض حربا تقليدية ضد هدف محدد وعدو واضح بل إنها مستهدفة من بؤر عديدة وعدوانية وراسخة في الدكتاتورية والاستبداد لا يروق لها أبداً ما تقدمه دولة قطر من مساعدات ودعم ومساندة لقوى الحرية، ولا تسعد أبداً وهي ترى تلك الدولة الصغيرة تتميز وتتألق دوليا وتخطو من نجاح لنجاح أكبر، وترسخ قيم الحرية والعطاء وتحلق عاليا في عوالم التطور ورسم معالم الطريق لبناء وطني شامخ من خلال التركيز على منظومة التعليم ودعم الشباب والانفتاح على الثقافات ومد أيادي الخير والعطاء للشعوب الشقيقة المناضلة من أجل حريتها وتخلصها من أنظمة التسلط والاستبداد. دبلوماسية قطر لا تنهج نهجا أنانيا، بل ترسم أبعادا إنسانية ملتزمة للتضامن الدولي من أجل نصرة الضعيف وإغاثة الملهوف ومواجهة الاستبداد، فكان لزاما أن تتعرض الدولة لحملات تشويه مركزة من أطراف عديدة لا يروق لها مسلسل النجاحات المتواصلة ولا يسعدها أبداً بروز وتألق الدور القطري بطاقاته الشابة والمتجددة، لقد حققت قيادة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نجاحات كبيرة في رسم خارطة قطر على اللائحة الدولية باعتبارها مركزا ماليا ودبلوماسيا وسياسيا فاعلا وحققت الدولة اختراقات نجاح كبرى أذهلت المراقبين ومنها النجاح في نيل حظوة وشرف إقامة نهائيات المونديال الكروي لعام 2022 وبناء ورشة عمل وطنية كبرى في الطريق للمونديال والذي سيشهد انطلاقة تنموية كبرى ونجاحا مؤكدا في الإدارة والتنظيم وبشكل سيفاجئ العالم، ولكن سرعان ما برز الخبث الدعائي من خلال إثارة ملف حقوق العمال ومعاناتهم وهو ملف مشبوه في صياغته وأسلوبه وهدفه التشويه التام تمهيدا لمحاولة إجهاض الحلم. ولكن تلك العاصفة الخبيثة سرعان ما مرت كما مرت من قبلها حكاية الطقس الحار رغم أن طقس أمريكا اللاتينية في المكسيك والبرازيل وغيرها لا يقل حرارة عن أجواء الخليج العربي إن لم يكن أخطر من حيث نقص كمية الأكسجين بسبب ارتفاع عن مستوى سطح البحر! ولكن تلك العقبات والمشاكل لم يناقشها الإعلام الدولي أو يثير إشكالياتها!، وطبعا هنالك صفحات هجوم عديدة ومثيرة قادمة ومنها مثلا ملف المثليين والتعامل معهم! وكأن تلك الممارسة الشاذة لها علاقة أو ارتباط بعالم الرياضة النظيف والراقي، ولكنها ألغام الإعلام المشبوه حينما يحاول التخريب والدس وإساءة السمعة، لقد قيل عن قطر وفيها وحولها الكثير من الدعايات الضارة والمؤلمة ولكنها أمام الإصرار الاقتحامي لقيادة الدولة العليا قد تلاشت وتبخرت، فيما ظلت الحقيقة الساطعة تقول بأن قطر بقيادتها الشابة هي معادلة رياضية ذكية لا تقبل سوى النجاح والمزيد من النجاح، وإن دبلوماسية قطر الشابة هي تعبير عن روح القيادة الشابة والمتجددة والتي هي اليوم في حالة وقفة تعبوية واستعداد تام وجديد لتفعيل كل الملفات والسير للأمام بخطوات واسعة وقلوب مؤمنة وعقول مفتوحة وتحت راية هدف واحد ووحيد وهو النجاح في البناء الداخلي، ومساندة الضعفاء والمقهورين والالتزام بإرادة ومشيئة رب العزة والجلال فهو الذي يدافع عن الذين آمنوا.