12 سبتمبر 2025

تسجيل

حكايات ما قبل النوم من منظور مختلف

30 سبتمبر 2023

منذ الصغر، يحكي لنا الأجداد عن أشخاص أُسطورية استُخدمت كالفزاعة لحمايتنا من خطر ما فكانت هي كتمثال الحقل الذي يحمي المحصول من مناقير الطيور، ولكن واقع تلك الأشخاص بعقلنا الباطن ربما كان اكثر خطراً وأعمق تأثيراً ليكون جزءا من منطق تفكيرنا وإدراكنا للأمور. ربما نظن أن الأمر مبالغ فيه حين نعرف ان المقصود هنا حكايات ما قبل النوم، ونرصد منها حكايتين، أمنا الغولة بمصر وحمارة القايلة بالخليج العربي، وكلاهما استخدما لمنع الأطفال من الخروج من المنزل واللعب بعيداً عن محيطه. أُمنا الغولة ترجع إلى مدينة الاقصر وتحديداً الإله «سخمت» بمعبد الكرنك ذاك التمثال بجسم امرأة ورأس لبؤة «انثى الاسد»، حيث أشاع الناس بأنها تخرج ليلاً وتأكل الأطفال، ومن الأقصر إلى جميع محافظات مصر أصبحت المقولة الشهيرة لتخويف الأطفال «احظر أُمنا الغولة». وفي الخليج وجد الأجداد أن أكثر شيء خطر هو شمس الظهيرة فكان يجب أن يوجد وحش يخيف الأطفال من التواجد تحت شمس الظهيرة، فكانت «حمارة القايلة»، تلك الحمارة التي تأكل الأطفال المتواجدين بالشارع وقت الظهيرة، وسميت بالقايلة نسبة إلى الوقت ما بين الظهر والعصر. وما قيل في الصغر أصبح جزءا من ثقافتنا في الكبر رغم أننا نعلم جيداً بأن تلك القصص أكذوبة ولكن أصبحت الحكايات حلوى يستهويها العقل الباطن ليتغذى عليها العقل الواعي فظل يفضل أن يتعلم من قصة تروى وإن كانت من وحي الخيال، من أن يتعلم من كتاب يُقرأ وإن كان من واقع حدث وذلك لأن العقل الباطن هو الأرشيف الذي يستخدمه العقل الواعي كأداة في التفكير المنطقي. ولذلك فان حكايات الأطفال ليست بالأمر الهين حيث إن عقل الطفل كالورقة البيضاء ما يسطر عليها يكون حبراً إن مرّ الزمن يمكن أن يبهت ولكن لا يمحى.