10 سبتمبر 2025
تسجيلتلك هي الحقيقة! ثلاث كلمات يفوح الكذب من كل حرف تحمله، لماذا؟ وكيف لعقل هو الأذكي بين كل المخلوقات أن يُخدع ويصدق الاكاذيب؟ دعنا نرصد بعض الحقائق حدثت بالفعل، ولكن سنواجه معضلة ايضاً وهي كلمة حقائق. بماضٍ ليس بالبعيد ما بين ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر، «يوزف غوبلز» ذاك المدرسة الاعلامية والذي كان يحدث الألمان عبر أثير الراديو ويحكي عن انتصارات هتلر وكيف أوشكت النازية على احتلال العالم، كان صوته اصدق فى آذانهم مما تراه اعينهم، فقد شاهدت اعينهم جنود الجيش الاحمر داخل شوارع برلين تعلن عن احتلالها ولكن كانت كلمات النصر لغوبلز بأذانهم؛ اصدق من واقع الهزيمة التي تراه أعينهم ! وإن رجعنا اكثر ربما الفين وخمسمئة عام، الأمير ابن القيصر الذي فر من اسوار القصر العالية ليكتشف العالم خارج تلك الاسوار، فأول ما اكتشف هو معاناة الفقراء التي كانت له كتجربة لم يعرفها من قبل، وظل هارباً الى ان اصبح ممن يعاني الفقر، فزهد الترف والمعاناة، وجلس تحت شجرة كبيرة، تسعة وأربعين يوما لا يتحرك ! فصار فيلسوفا ومن بعدها ارتقى ليكون إلها، إنه بوذا! تسال كيف جلس تحت شجرة تسعة واربعين يوماً !!فكيف صدق اتباع السامري بأن عجلا رب لهم ! بل ويقدس اناس البقر الى الان ؟ وكيف صدق الناس زليخا وسجن النبي ظلماً رغم معجزة تكلم الرضيع ! أسئلة تجعلك تفكر ماذا تعني الحقيقة إذن؟ وكيف لنا ان نثق أو لا نثق فمن يروي لنا ما أسماه حقائق؟ قبل الاجابة يسبق سؤال، من يستمع اولاً العقل ام القلب ؟ هل الالمان صدقوا «غوبلز» لثقتهم بامانته فى نقل الحقيقة؟ وهل اتباع بوذا آمنوا به بعد التأكد من منطق فلسفته ؟ وهكذا لعبدة البقرة وناصري زليخا ؟ هم كثر حينها بل هم الاعم ! والشاذ هو من خالفهم فكراً ! لذا فنعود للسؤال الاول « وكيف لعقل هو الاذكي بين كل المخلوقات ؛ يخدع ويصدق الاكاذيب ؟ أجاب بعض المفكرين بانصاف اجابات « كبنجامين فرانكلين « ووصف نصف الحقيقة قائلاً «نصف الحقيقة غالبا تكون كذبة عظيمة»، « ونيتشه « قالها اكثر تشاؤماً « الحقيقة ما هي إلا كذبة متفق عليها» وغيرهم ممن وصف الحقيقة بالخداع و الكذب. الاجابة فى قول الله تعالى « أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور»، وهنا نجد الاجابة بان القلب هو تلك المضغة التي وإن صلحت أبصر العقل وإن فسدت أصبح العقل أعمى.