12 أكتوبر 2025
تسجيلهي تلك المدينة الجميلة والتي تقع في جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية ..وليست الحدود العراقية ببعيدة عنها.. اسم عنتاب بالتركي يعني ماء العين وغازي أي المحررة بعد أن تم تحريرها من الصليبيين . كثيرا منا حينما يسمع باسم هذه المدينة يعتقد بأنها مدينة حدودية مع سوريا وتضم مخيمات للاجئين فقط.. ولكن من يزر المدينة يعرف بأن مثل هذه الفكرة بعيدة جدا عن مخيلتنا.. فهي مدينة عصرية هادئة وآمنة جدا وشعبها طيب ومضياف وتحتوي على الكثير من المجالات العمرانية المتنوعة والفنادق الفخمة وتعداد سكانها يقارب المليوني نسمة ولا ترى أي مظاهر لوجود مخيمات لاجئين ولا غيره ..بل هي مدينة تاريخية عريقة ..وتبعد بالطائرة من إسطنبول ساعتين تقريبا ويمكن الوصول لها من أي مطار دولي قريب كمطار أنطاكية أو أضنة أو أنتاليا وغيرها .. تشتهر محافظة غازي عنتاب بفنون الطبخ المتنوعة والحلو وأشجار الفستق وقد اختير الطعام فيها كأفضل الأطعمة بالعالم ولا يمل السائح في زيارته لها من الدخول إلى المطاعم الكثيرة والتي تقدم أجود أنواع الأطعمة المحلية بلمسات عائلية .. الكثير من المطاعم يكون الطبخ بها )بيتي( حيث تكون ربة المنزل هي من تساهم في مكونات الوجبات المقدمة للناس .. وقد أعجبتني جدا احدى المبادرات لديهم حيث تشرف البلدية على بعض المطاعم وتدعمها لدرجة انك تدخل المطعم وتجده على مستوى خمس نجوم مع الرقي والنظافة العالية ..و أسعاره جدا مناسبة لتلائم الاوضاع المالية لكل الطبقات الاجتماعية .. في مقابلة مع السيد داوود جول حاكم محافظة غازي عنتاب سألته عن هذه المبادرة الجميلة وأنهم يساهمون في إسعاد الكثير من الشعب وكذلك السياح بهذه الطريقة .. أفاد بأنهم كذلك ويتخذون من تلك المبادرة كأكاديميات لفنون الطبخ يستفيد منها السكان ولتصدر للعالم تلك الفنون والتي ساهمت إلى حد كبير في تكوين الهوية الثقافية للمحافظة وقوة دافعة للاقتصاد المحلي . وشرح الحاكم عن القدرات الصناعية للمحافظة حيث تصدر منتجات بنحو 7.5 مليار دولار ...جزء كبير منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا . كما أشار الى ان لديهم ما يقارب من 150 ألف مصنع . وسألته عن وضع اللاجئين السوريين في المحافظة وأننا لم نر أي مخيمات لهم ؟. فقال إن هنالك نحو 450 ألف لاجئ سوري في غازي عنتاب ولم يتبق أي منهم في المخيمات، وأنهم يتشاركون الأعمال وهم مندمجون في الحياة المحلية.. هناك الكثير من المناطق السياحية والأثرية التي تشجع السائح على زيارة غازي عنتاب وخلال سنة تقريبا سيكون المطار بها دوليا..وكنوع من التغيير أنصح بزيارتها .. بالقرب من غازي عنتاب تقع مدينة أورفا الأثرية والتي يوجد بها الكهف الذي ولد به نبي الله إبراهيم عليه الس ام وكذلك قبره والمكان الذي ألقي بالمنجنيق فيه وقد اصبح بحيرة ويقال تحول الخشب فيها الى اسماك ويظهر في أعلى الجبل بالقرب من البحيرة عمودان صخريان تم ربطه بهما لكي يرمى عليه السلام .. وكل تلك المنطقة كانت سابقا تسمى بالعراق .. ويستمتع السائح بالإبحار في نهر الفرات ومشاهدة المدينة التي طمسها النهر وما تزال بقايا منها ظاهرة .. بالقرب من أورفا تقع مدينة حران والتي بها أول جامعة في التاريخ )جامعة حران( ومنازلها القديمة تشبه خلايا النحل وسميت بهذا الاسم كما يعتقد لشدة الحرارة .. ومهم جدا للسائح في الجنوب التركي زيارة مدينة ماردين .. المدينة الجبلية المرتفعة ذات الجو الجميل والنسمات الباردة الرائعة .. يوجد بها العديد من الآثار والمساجد والكنائس التاريخية والمباني الصخرية والشوارع والأزقة القديمة التي تستمع في السير بها وتنتشر على الجوانب المحلات والمقاهي الكثيرة وهي متعة للسائح والمقيم .. ولا تفوتكم مشاهدة المدينة المشتركة مع سوريا ) نصيبين( وتناول الغداء في أحد مطاعمها التقليدية على وقع خرير الماء ... بعد ذلك العودة عن طريق مطار ماردين الى إسطنبول .. رحلة لا تنسى قدمتها لنا الخطوط الجوية التركية مع كامل الضيافة والترفيه فلهم منا كل شكر وتقدير .. [email protected] / twitter:@ahmed_aldar