11 سبتمبر 2025

تسجيل

قسوة التاريخ

30 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التاريخ لا يرحم، وما سجله واستقر في الثقافة العامة والحس الشعبي هو أن أنور السادات افتخر بتمكن "القوات المسلحة من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياح خط بارليف المنيع بعد أن أفقدت العدو توازنه في 6 ساعات" بينما السيسي هدد الشعب بقمع الجيش له قائلا "التخطيط معمول إن الجيش ينتشر في مصر خلال 6 ساعات". السادات كان "يفتخر" في مواجهة العدو الصهيوني، بينما السيسي "يهدد" الشعب المصري. والمسافة شاسعة بين الفخر على العدو والتهديد للشعب، وهي رحلة تمثل "التطور الطبيعي لحكم العسكر".إعلام العسكر راح يكذب –كعادته- مدعيا أن التهديد كان موجها للخارج، مع أن السيسي سبقه بعبارة تقول: "فيه دولة وفيه قوات مسلحة وفيه وزارة الداخلية"، يعني أنه يهدد بالشرطة والجيش معا، والشرطة لا تعمل إلا في الداخل! ومع أنه هدد الثوار بكل وضوح بتدمير مصر نهائيا: "لا حتنفع لا لينا ولا لحد تانى". يعني الكلام كله تهديد موجه من العسكر للشعب المصري، صحيح أن السيسي -وقد شعر بأنه تورط- قال إنه يقصد "لينا كلنا"! لكن إذا كان يقصد المصريين جميعا بكلمة "لينا" فمن هو الـ"حد التاني"؟ هل في مصر شعب آخر؟ أنت تكذب يا جنرال.الكذبة الأكبر، والأساسية، هي ادعاء السيسي أن الجيش يمكن أن ينتشر في مصر كلها خلال 6 ساعات، وهو ادعاء كذبه بلسانه حين قال في الخطاب نفسه "حدود مصر البرية حوالي ٥٠٠٠ كيلو، والدولة ماتقدرش تحميها لوحدها، لازم الناس تساعد معانا"! فهل يمكن لمن يقر بالعجز عن حراسة الحدود وحدها أن يدعي القدرة على قمع مصر كلها؟ الحراسة أسهل من القمع، والحدود 5 من ألف من مساحة مصر التي تبلغ مليون كيلو متر مربع، والادعاء كذبة فاضحة من السيسي.ولمزيد من فضح الكذبة، أذكركم بأن مركب رشيد، التي غرقت بمئات الفارين من جحيم العسكر، ظلت على الشاطئ تستقبل ركابها، قبل أن تقلع، لمدة 5 أيام (120 ساعة) فلماذا لم يضبطها العسكر؟ كان الزمن المتاح أمامهم 20 ضعفا مما زعم السيسي أنه قادر على قمع مصر كلها خلاله، فلماذا لم يتدخل لمنعها؟ هل تحتاج مركب رشيد وحدها إلى زمن أطول مما تحتاجه مصر كلها؟ أي عقل يقبل هذا إلا عقل "السيسي"؟