14 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن الولايات المتحدة باتت مقتنعة أن الحرب الجوية التي تشنها ضد تنظيم داعش منذ شهور طويلة أصبحت غير ذات جدوى، في ظل استمرار التنظيم في تحقيق الاختراقات الكبيرة وسيطرته على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية، وأن الحرب البرية ضرورية للقضاء على التنظيم أو على أقل الظروف تقليم أظافره وتحجيم قدرته العسكرية.لكن كما يقول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن بلاده غير مستعدة لإرسال جنود إلى سوريا لمواجهة تنظيم داعش، مبينا أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال بمنتهى الوضوح إن القوات الأمريكية لن تكون جزءا من المعادلة بسوريا، وليس هناك أدنى مشروع لتغيير هذا الأمر".وبالتالي، وفقا للوزير الأمريكي، فإن التفكير يجري الآن حول دفع دول في الشرق الأوسط لإرسال قواتها إلى سوريا لمواجهة داعش، ذلك أن "في المنطقة من هم قادرون على فعل ذلك"، تماما كما أن المعارضين السوريين للنظام "هم أيضا قادرون على ذلك". وقال إنه مقتنع بأنهم "سيكونون هناك عندما يحين الوقت المناسب".والسؤال الذي يطرح نفسه: من هي الدول التي سترسل قواتها إلى سوريا وتعرضها لمواجهة تنظيم استطاع أن يحقق مكاسب على حساب قوات النظام السوري ومؤيديه من ميلشيات حزب الله وميلشيات الحرس الثوري الإيراني؟. ربما تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع بعض الدول العربية التي تملك جيوشا قوية إلى إرسال قواتها إلى سوريا، في إطار تحالف دولي جديد يتم تشكيله يشمل إلى جانب الدول حركات المعارضة السورية، كما أشار كيري، مقابل الحصول على مكاسب يتم تأمينها، كما حدث خلال حرب تحرير الكويت في بداية تسعينيات القرن الماضي.ولن يكون مفاجئا أن يشمل التحالف الجديد، إيران، التي أصبحت جزءًا من إدارة المنطقة، كما قال الرئيس الأمريكي وبعض المسؤولين الأوروبيين بعد توقيع الاتفاق النووي الأخير.وتعني مشاركة إيران في التحالف الدولي الجديد في مواجهة تنظيم داعش، أن مخطط تقسيم سوريا دخل مرحلة التنفيذ بعد موافقة الدول الكبرى عليه، خاصة الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي. وما يحدث في الزبداني وغيرها من محاولات مستميتة لتهجير السكان السنة، يدخل في سياق هذا المخطط لبناء دولة شيعية في جنوب سوريا مقابل دولة سنية في الوسط وربما دولة كردية في الشمال. لكن دولة الأكراد تجد معارضة شديدة من تركيا التي دخلت الحرب الجوية وربما تدخل الحرب البرية من أجل منعها.