15 سبتمبر 2025

تسجيل

تحالف بوتين ـ ترامب

01 فبراير 2017

مع تولي الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" مقاليد الحكم في واشنطن، سيتم البدء في تنفيذ خطة العمل التي على أساسها تم انتخاب الرجل، والتي من أهم بنودها عدم التقيد بالاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران خلال حكم الرئيس المنتهية ولايته "باراك أوباما".إصرار ترامب على هذا الأمر يعني عودة المواجهة مرة أخرى بين طهران وواشنطن، خاصة بعد أن وافق الكونجرس الأمريكي على تجديد العقوبات المفروضة على إيران لعشر سنوات قادمة في شهر ديسمبر الماضي، وكأنه مؤشر البداية على التحرر من الاتفاق النووي.وتأتي تلك التوترات الجديدة لإيران في مواجهة واشنطن في ظل توترات متزايدة مع حليفتها روسيا على خلفية التطورات التي تشهدها الحرب السورية، وذلك بسبب اختلاف التوجهات الحاكمة للطرفين، حيث تسيطر الحسابات الطائفية على طهران أكثر من السياسية بحكم تكوينها الداخلي من جهة، وبحكم الصراع الإقليمي من جهة ثانية، والذي وصل لذروته مع سيطرة إيران على عدة عواصم عربية. في حين تنطلق موسكو من معادلة دولية قائمة على أساس لعب دور قيادي على المستوى الدولي تستعيد فيه أمجاد الاتحاد السوفيتي السابق، خاصة في ظل تراجع الدور الأمريكي والأوروبي. يحدث هذا في ظل توافق في الرؤية بين الرئيس الأمريكي الجديد ترامب والرئيس الروسي بوتين حول الحرب السورية تصل لحد التحالف، وهو ما عبر عنه ترامب خلال حملته الانتخابية وتأكيده على دعمه الدور الروسي في سوريا.هذا التقارب أو التحالف الروسي الأمريكي سيضع مزيدا من العقبات أمام إيران إذا ما أصرت على مواصلة طريقها نحو تحقيق أهدافها بالسيطرة الكاملة على سوريا كجزء من السيطرة على الإقليم ككل خاصة منطقة الخليج.وقد بدأت تظهر هذه العقبات من خلال إصرار روسيا على حضور أمريكي فاعل في مفاوضات أستانة التي جرت مؤخرًا، وكذلك الأمر بالنسبة للفصائل السورية المسلحة، وهو الأمر الذي كانت تعارضه طهران بشكل قاطع.إذا كانت طهران قد استفادت من تداعيات الاتفاق النووي مع أمريكا والغرب خلال العام الماضي عبر استخدام الدعم الأمريكي والروسي المشترك في محاولة إنهاء الأزمة السورية لصالحها، وكذلك التغلغل في اليمن في جنوب الجزيرة العربية بعد سيطرتها على العراق في الشمال من أجل حصار السعودية ودول الخليج، فإنها الآن في مواجهة تغير في التحالفات الدولية قد يعني تراجع نفوذها الإقليمي بشكل كبير، خاصة إذا ما أحسنت دول الخليج وتركيا استغلال هذا التحالف الجديد.