07 أكتوبر 2025
تسجيلتحدثنا في سطور سابقة عن أشهر أمهات السينما وكيف كان لكل واحدة منهن إطلالة مميزة ودور مختلف فهناك الأم المثالية والأخرى القاسية والثالثة الحنون وهكذا إلى أن جاء الكلام عن أمينة رزق الفنانة التي اشتهرت بأداء ذلك الدور في السينما والمسرح والتلفزيون والحديث عن أمينة رزق يجعلنا نعود بالذاكرة لأفلام مثل "قلبي على ولدي " الذي أخرجه بركات وبائعة الخبز " وهو واحد من الأفلام الشهيرة التي أخرجها حسن الإمام في عام 1953 وقد كانت في ذلك الفيلم نموذجا واضحا لأم مات زوجها فعانت من بعده من أجل تربية أولادها وتتصاعد المشاكل والعقبات التي تواجهها خاصة حينما يعرض عليها رئيس العمال في المصنع الذي كان يعمل فيه زوجها أن يتزوج بها إلا أنها ترفض فما كان من هذا الرجل إلا أن يدبر حريقا ويتهمها بأنها الفاعلة ثم توضع في مصحة عقلية عقب اتهامها بالجنون وبعد أن يشب حريق في ذلك المستشفى تعود لها الذاكرة فتخرج منها وتبحث عن ولديها سامي ونعمت وهنا تتضاعف متاعبها خاصة أنها تكتشف أن أولادها أصبحوا في مكانة متميزة في المجتمع وتكون المفاجأة حينما تكتشف أن ابنتها قد أحبت ابن الرجل الذي كان سببا في إدخالها السجن ومدبر المكائد لأسرتها والطامع فيها وبالطبع تتعقد الأمور أكثر وأكثر..... وأدوار الأم التي لعبتها أمينة رزق لا تنسى فهي أساسا حرمت منها في الحياة وكانت متميزة بالفعل في أداء هذا الدور على اختلاف أفلامها فهي في أربع بنات وضابط مع نعيمة عاكف وأنور وجدي غير في فيلم "أين عمري " إخراج أحمد ضياء الدين ففي هذا الفيلم كانت أم بالغة الحدة وهي تزج بابنتها "علية " كي تتزوج من رجل عجوز وهي لأسباب اجتماعية تدفع بها وهنا تبدو في غاية الجمود والقسوة ثم هل ننسى لها "نهر الحب " حينما تقف ضد ارتباط ابنها الطيار بزوجة شابة لمجرد المكانة الاجتماعية وكيف تشبثت برأيها في أحداث الفيلم وهناك أيضاً دور أم آخر لأمينة رزق لا نستطيع أن نغفل عنه وهو دورها في فيلم " دعاء الكروان" قصة عميد الأدب العربي طه حسين وكيف ذهبت إلى أخيها كي تبلغه بالجريمة التي ارتكبتها هنادي التي غرر بها مهندس الزراعة الذي لعب دوره أحمد مظهر وتذهب الأم لتلقي الخاطئة مصيرها. وفي فيلم أعز الحبايب نجد الأم القوية التي تتحمل متاعب زوجة الابن وتخفي ما يحدث لها وحينما تنتقل لابنتها تجد ما لا تصورته وتتحمل الشدائد والصعاب وتواجه بصبر تلك العقبات المتواصلة .. ولم تتوقف أمينة رزق عند تلك الأدوار والأنماط التي قدمتها في السينما إنما قدمت أيضاً في فيلم المماليك دور الأم وجسدت كذلك في فيلم الشيماء أم الشيماء " سميرة أحمد " إضافة إلى أفلام أخرى تركت في كل منها بصمة فنية من الصعوبة نسيانها. لقد ظلت أمينة رزق حتى وفاتها تؤدي دور الأم بكل تنويعاته وأطيافه ودرجاته، ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا الأداء التمثيلي الرائع لها في هذا الدور الذي ظلت أسيرة له ومخلصة له كأحسن ما يكون,