14 سبتمبر 2025
تسجيليظل الإرهاب سلوكا منبوذا ولا يستقيم مع الإنسانية وحقوقها في الحياة الآمنة، وهو وليد شرعي لأي فكر متطرف في أي مكان بالعالم، ولا يخص مجتمعا دون آخر، ولكن القاسم المشترك بين جميع المجتمعات الدولية أنها مطالبة بحسمه والمساهمة والمشاركة في مكافحته والقضاء عليه.وكما أن هناك أياما عالمية للاحتفال أو التذكير بأحداث بعينها، مثل يوم البيئة العالمي، ويوم الصحافة، ويوم المرأة ويوم العمال وغيرها من الأيام، اقترح أن تبادر الأمم المتحدة إلى تنظيم أسبوع دولي لمكافحة الإرهاب تنتظم فعالياته في جميع أنحاء العالم من أجل تعزيز الأمن الفكري للجماعات والأفراد.تلك الفكرة يمكن أن ينشط فيها المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي تبنته المملكة العربية السعودية، بحيث يكون المركز راعيا للفعاليات، من حيث وضع الأطر العامة لها، وتترك للدول حرية التنظيم بعد ذلك، وهذا يوفر حماية نوعية وثقافية من التطرف الديني والاجتماعي والعرقي.ولا شك أن هناك كثيرا من الخيارات لمكافحة الإرهاب، ولكن ليس بالطريقة الأمنية والعسكرية، لأن هذه الطريقة تأتي لاحقة حين اكتشاف الجماعات الإرهابية وممارستها لأنشطة عسكرية منظمة من خلال خلاياها النشطة، ولكن الهدف من ذلك استهداف الخلايا النائمة وتغيير ثقافتها بشأن القضايا التي تعتنقها بصورة خاطئة وغير إنسانية.يمكن خلال الأسبوع أن ينشط قادة الرأي ومؤسسات المجتمع والدولة بأسلوب متزامن من أجل نشر ثقافة السلام والأمن الاجتماعي والفكري، وتعزيز وعي الأفراد بخطورة التطرف والإرهاب، ومعاني حرمة الدم والنفس وحق الآخرين في اعتناق الأفكار والأديان دون طغيان عليهم أو إفساد في الأرض.من الضروري أن تتم المعالجة في إطار دولي حقيقي وجاد، ويمكن لكل دولة أن تتعامل مع الإرهاب والإرهابيين من واقع خبراتها الأمنية وما تحصل عليه من دعم من دول أخرى أو من الأمم المتحدة، ولكن حصار التطرف لدى المتطرفين ومنعهم من تجنيد الأبرياء الضحايا جهد لابد أن يأتي في إطار جماعي يشعر ويعرف من خلاله المتطرفون أنهم محاصرون في زاوية ضيقة في كل مكان يمكن أن يلجأوا إليه، ذلك تدبير يجب أن يجد الجدية في التعامل معه من الأسرة الدولية ولا يجدي معه أن يقضى على جماعة هنا وهناك وتنتهي حكاية الإرهاب، لأن ذلك غير صحيح والوقائع تؤكد لنا ذلك.