01 نوفمبر 2025

تسجيل

وكأنه يوم القيامة

30 أغسطس 2013

كأننا نعيش في كابوس فظيع نحاول الاستيقاظ منه، لكننا لا نستطيع، فكلما حاولنا كلما وجدنا أحداثا جساما لم كن نتخيل يوما أن نراها في بلادنا، وعلى يد من يقولون لنا إنهم إخواننا وإنهم حماتنا ضد أعدائنا .. فإذا بنا نكتشف أنهم ألد أعدائنا. لم يكن هناك مصري واحد – على الأقل الشرفاء – يتخيل أن يرى ما حدث في هذا اليوم الأسود .. أن يرى قوات الجيش، الذي يدعي أنه خير أجناد الأرض، والشرطة التي ترفع يافطة مكتوب عليها الشرطة في خدمة الشعب، يقومون بحصار معتصمين سلميين بتشكيلات عسكرية، قالت عنها وكالات الأنباء العالمية أنها تشكيلات حرب بين جيوش وليس فض اعتصام أو مواجهة مدنيين عزل. لم نكن نتخيل أن تقوم تلك القوات باستخدام كل الأسلحة من دبابات وطائرات ومدرعات للقتل بلا حساب وبلا عدد، حتى وصل العدد إلى أكثر من ثمانية آلاف شهيد في أقل من عشر ساعات. وهو العدد الذي لم يصل إليه قتلى الجيش الإسرائيلي على يد الجيش المصري في أكتوبر 1973. لم نكن نتخيل أن يقوم جيشنا الباسل باستخدام قنابل غاز إسرائيلية سامة ومحرمة دوليا لقتل أكبر عدد ممكن من المواطنين السلميين. كما لم نكن نتخيل أن تقوم بعد ذلك بحرق المبنى الذي يحوي جثث هؤلاء الشهداء بما فيها المسجد التابع له هذا المبنى. لم نكن نتخيل أن يكون رد جيشنا الباسل على خروج الناس إلى الشوارع للتنديد بهذه المذبحة، هو فتح نيران رشاشاته المدفعية ليقتل مزيدا من الشهداء في كل محافظات الجمهورية، من كل الفئات والأعمار، فلم يسلم شيخ كبير أو طفل صغير أو امرأة. لقد أصبح في كل بيت شهيد أو جريح جراء تلك المذبحة التي قادتها قوات المغاوير التي كان يفترض أن تواجه قوات الأعداء وليس صدور المواطنين العارية. لقد أصبح في كل بيت وفي كل شارع من يملك مشاعر كره وانتقام ضد من كنا نعتقد أنه الجيش الذي يحمينا وبلادنا. والآن ماذا بعد؟ هل انتهت القصة؟ هل نجح الجيش في القضاء على من ادعى أنهم إرهابيون؟ أبدا. القصة بدأت الآن، فالشعب المصري أصبح يدرك الآن جيدا من كان يحكمه بالحديد والنار، ومن الذي أفشل ثورته التي قام بها في 25 يناير 2011 ومن الذي وقف ضد محاولات رئيسه المنتخب من أجل تحقيق أهداف تلك الثورة. وهو لن يعود حتى يقضي على هذا العدو. الشعوب لا تنهزم، قد تنكسر يوما لكنها سرعان ما تعود. والشعب المصري اليوم عاد من جديد ليستكمل ما بدأه في 25 يناير وليقضي مرة واحدة وللأبد على عدوه الأول والأكبر.