11 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسان دائما يتطلع في رحلته بالحياة نحو السعادة وتحقيق الذات ويختلف حلمنا وتصوراتنا عن الحياة المثالية وفقا لما نفضل وتبعا لقيمنا الشخصية فالحياة المثالية هي حالة يتمنى الفرد بها تحقيق التوازن والعدل بين جوانب الحياة المختلفة ويمكن تعريفها بأنها الحالة الداخلية من السعادة والرضا بين جوانب الحياة المختلفة بما كتبه الله لنا حيث يشعر الإنسان بأنه أنجز وحقق ما باستطاعته لتحقيق ذاته من خلال الانسجام بين القيم والأهداف الشخصية فتبدأ رحلته بالحياة أكثر إشراقا وسعادة من خلال إسناد الأولوية لما يجلب السعادة والرضا إلى قلوبنا ونسعى جاهدين نحو تحقيق أحلامنا وطموحاتنا من الإجابة على استفساراتنا حين نسأل أنفسنا ما هي الأشياء التي تجعلني سعيدا؟ وما الذي يمنح حياتي معنى وغرضا؟ بعد تحديد هذه القيم يمكن للفرد أن يبني رؤية واضحة للحياة المثالية ويتخذ خطوات نحو تحقيقها وذلك الانطباع ما دعت إليه حكومتنا الرشيدة من خلال إستراتيجية وطنية تنموية تدعو إلى العيش الكريم وتحقيق التنمية المستدامة في جميع جوانب الحياة، جيلا بعد جيلا، فيعيش الإنسان على أرض قطر شغوفا بمعنى لديه رؤية واضحة للحياة المثالية ودائما يبحث عن تحقيق أحلامه ابتداء برحلته البسيطة من كتابة أهدافه وأحلامه في دفتر خاص ومن هذه الأهداف الحياة العائلية المستقرة والحياة المهنية المزدهرة والحياة الاجتماعية النشطة والحياة الصحية والرياضية المتوازنة والحياة الروحية المطمئنة والعمل بجد لتحقيق تطلعاته بتغيير حياته يبدأ بتحديد الأهداف ووضع خطة لتحقيقها والعمل بجد وتعلم المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف وبتخطي التحديات والصعاب التي يواجهها بثبات وعزيمة وأن يتعلم من الأخطاء وأن يكون متحمساً لتجاوز العقبات لتحقيق النجاح في الحياة حيث يتطلب ذلك المرونة والاستعداد للتكيف مع المتغيرات في الحياة وبجانب تحقيق النجاح كان عليه أن يولي اهتماما كبيرا لبناء العلاقات الاجتماعية القوية مع الأصدقاء والعائلة لأنه يقضي وقتا ممتعا ومميزا معهم ويدعمهم في أوقات الفرح والحزن لأن السعادة لا تأتي من المواد والثروة فحسب بل من التواصل مع الآخرين والعيش بأخلاق وقيم كما أن الاهتمام بالعمل التطوعي ومساعدة الآخرين والمشاركة في الحملات الخيرية للمساهمة في تحسين المجتمع فمن خلال ذلك يدرك الفرد قيمة المساهمة في تغيير العالم إلى أفضل ومن خلال ممارسة النشاطات التي تثير اهتماماته لكي يساهم في بناء حياة مثالية ومع مرور الوقت يتحقق الكثير من أحلامنا وتطلعاتنا وبينما كانت الرحلة مليئة بالتحديات إلا أنها تجربة قيمة للفرد فقد تعلم من الصعاب واستمتع باللحظات الجميلة التي تخللتها وفي نهاية القصة أدرك الإنسان أن الحياة المثالية هي حالة داخلية تتحقق عندما تتوافق قيم الإنسان مع أفعاله واختياراته المنبثقة من تعاليم ديننا الإسلامي وباستمرار في المسعى نحو تحقيق السعادة والتوازن يستطيع أن يصبح نموذجا يحتذى به في مدينته التي أعدها إعدادا شاملا ومتكافئا للحياة التي يرغب بالعيش فيها ولا ننسى أن هناك العديد من الأنواع المختلفة للحياة المثالية والتي تختلف حسب الأفراد والثقافات والأهداف الشخصية بعض الأنواع مشتركة في منظورها بالحياة المثالية وأن بعد بضع سنوات من العمل الجاد والتحلي بالصبر والشجاعة لتحقيقها حيث شملت الحياة المثالية من منظورهم كلا من العمل الجاد والنجاح المهني والعلاقات القوية والمتينة والصحة الجيدة واللياقة البدنية والوقت المناسب للراحة والترفيه والأهداف الشخصية المحددة بالاستمتاع بالأشياء الصغيرة من حولنا في الحياة والوقت الذي نقضيه بسعادة مع الأصدقاء والعائلة التي نحبها ومن وجهة نظري باختصار شديد أنه أقرب ما تكون الحياة إلى المثالية هو أن نعيشها بأقل قدر من التعلق والتشبث وأن نخلق لها معنى من خلال الحفاظ على إيماننا والسعي نحو قيم عليا فإن لم يتوافر هذ الشرط في الإنسان لن يصل إلى سعادة ورضا حقيقيين مهما حقق من إنجاز.