16 سبتمبر 2025

تسجيل

«هولوكست» إسرائيلي في غزة

30 يوليو 2014

بات واضحا أن الحديث الدولي عن محاربة الإرهاب قد توقف عند البوابة الإسرائيلية ، و إرهاب الدولة البشع التي تمارسه الدولة العبرية منذ أسابيع ضد المدنيين الفلسطينيين قد تجاوز كل ملفات الجرائم النازية التي ما فتأ الإعلام الإسرائيلي يعيد تكرارها يوميا رغم مرور أكثر من سبعة عقود عليها ، بعد أن أضحى حكم الإعدام النافذ و بمباركة دولية مؤسفة هو الذي يطبق ميدانيا على الأبرياء و المسالمين ، وتحول ( الهولوكست ) ليكون سياسة إسرائيلية خالصة ، فسياسة الأرض المحروقة للجيش الإسرائيلي في عمليات غزة قد إتسمت بهمجية نازية وبعدوانية موغلى في وحشيتها و حقدها ، و بأساليب مافيوزية متطرفة لا علاقة لها بفن إدارة الدول أو الصراعات ، فالتدمير لمجرد الإنتقام و بشمل بريري و شامل هو منهج السيياسة الإسرائيلية ، فإسرائيل ورغم تبدل عوامل و أشكال و صيغ الصراع الإقليمي و الدخول في تسويات سياسية من خلال إتفاقيات أوسلو عام 1993 التي رسمت مشهدا إقليميا جديدا برز فيه العامل الفلسطيني بشكل مباشر ، لا زالت تصر على منهجية الإبادة و أسلوب ( الهولوكوست ) أي المحرقة ضد خصومها غير آبهة بالكلفة البشرية و لا بالضمير الإنساني و بما يكرس روح عدوانية حاقدة لا تتناسب أبدا مع الدعايات البائسة حول الحرية والديمقراطية و السلام ، فالبربرية الإسرائيلية قد ضربت أوتادا في قلب عملية السلام التي لم تآل الأطراف العربية جهدا في الوصول إليها عبر تفعيل القرارات الدولية و الوصول لمرحلة السلام الشامل العادل الذي يبدو أنه أكثر ما يقض مضاجع إسرائيل التي أثارتها كثيرا حالة و توجه المصالحة الوطنية الداخلية الفلسطينية ورفعت سيوف الوعيد و التهديد ضدها بشكل عدواني سافر كان واضحا معه بأنها ستلجأ لسلاحها المفضل وهو الإبتزاز و اللجوء لقوة إرهاب الدولة البربري عبر الحرب العدوانية و اللجوء للقوة المفرطة و التي قابلها الشعب الفلسطيني بإستجابة حتمية عبر الدفاع عن النفس بكل الوسائل الممكنة وبما قوض بالكامل نظرية الأمن الإسرائيلية و أفشل كل الدعايات الأسطورية حول الحصانة و القدرات الخارقة لجيش العدوان الإسرائيلي ، لقد صمد الشعب الفلسطيني صموجا أذهل الأعداء وحفز الأصدقاء من الشعوب الحرة على التحرك الحثيث لإخراس ماكنة الحرب الإسرائيلية ، فالإسرائيليون اليوم وهو يبيدون أطفال فلسطين وحرائرها و يروعون آمنيها و يقترفون جرائما بشعة لن تظل أبدا بدون عقاب مناسب بات جنودهم يعرفون بأن المعركة ضد الشعب الفلسطيني ليست نزهة عابرة ! ، و إن التفوق التسليحي لم يعد أبدا يشكل ضمانة أمنية ، و إن النزيف البشري قد وصل لهم و بما يفرض إعادة صياغة كاملة للتوجهات العدوانية ورسم خارطة طريق سلمية جديدة تنهي المأساة يتم النتخلي معها عن الغطرسة و الغرور و الصلف وهو أكثر ما يميز ساسة إسرائيل الذين يواجهون هزيمة أخلاقية سافرة ، لقد إنتصر الضعفاء و الأحرار على شياطين الحرب و العدوان ، و إنكسرت بالكامل إرادة المعتدين مما جعلهم يلجأون لأكثر الأساليب جبنا وهو ضرب المدنيين وفرض هولوكوست إسرائيلي بريري ضد شعب فلسطيني لا يمكن إلا أن ينتصر.. فالأحرار لايهزمون أبدا..