26 أكتوبر 2025

تسجيل

حتى لا ننسى شهداء الواجب..تذكّروا!

30 يونيو 2018

إننا متنا تحت قانون الحرية والشرف والكرامة على أرض المعركة،  دفاعاً عن ديننا ووطننا في ساحات الوغى حين تطايرت الجماجم وتناثرت الدماء على رمل الوطن، ونحن نذود بكل غالٍ ونفيس ونضع أرواحنا على أكف بنادقنا رخيصة لديننا ووطننا. إننا مُتنا تحت جُنح الظلام ساهرةً أعيننا لحمايتكم والذود عنكم لتهنأوا  بلذيذ النوم وهدأة البال وسكينة الحال. إننا مُتنا تحت أشعة الشمس المحرقة لتعيشوا بسلام وتطلبوا أرزاقكم في وضح النهار آمنين على سربكم وأهلكم ودوركم وأموالكم. إننا مُتنا لتذكر الأجيال أن هناك شجعاناً باعوا أنفسهم للدفاع عن أرضكم " ومن مات دون عرضه وماله فهو شهيد " نعم إننا مُتنا فهل تذكرتمونا أنتم أم نسيتمونا ونسيتم تضحياتنا من أجلكم أم أن ذكرانا فقط على شاشات التلفاز وبين سطور الجرائد وعلى نشرات الأخبار ليومٍ أو يومين، هل تذكرتمونا حتى في أحلامكم هل مرت ذكرانا عليكم أم أننا عدد زائد ينسى مع الزمن. هل تذكرتم دموع أمهاتنا علينا وهن يزفن البشارة باستشهادنا ويقدمننا شهداء من أجلكم، هل تذكرتم زوجاتنا الأرامل وهن يذرفن دموع الليل وحيداتٍ بدوننا وفي شرود النهار بلا أزواج، هل تذكرتم أبناءنا وحرقة فقدهم لنا وبُعدنا عنهم وانقطاع رسالة الأبوة عنهم، هل استوصيتم بهم خيرا حتى يسيروا على نهجنا ودربنا في الكفاح عن الوطن، هل راقبتموهم ولو من بعيد حتى لا ينحرفوا وتتخطفهم أيدي الظلاّل والفساق ويضيعوا ويبتعدوا عنا وعنكم. هل عوضتموهم عن غيابنا في الاهتمام بدراستهم وتعليمهم حتى يرتقوا إلى أعلى المناصب دفاعاً عن الوطن، فهم فخورون بنا بان قدمونا شهداء من أجل وطنهم ويتباهون بين أقرانهم في المدارس " أنا ابن الشهيد ". فمن حقهم عليكم الاهتمام والرعاية من بعدنا، وتخصيص مؤسسات تهتم بهم وبإبداعاتهم وطموحاتهم اللا محدودة. إننا مُتنا شهداء في سبيل الله، شهداء الواجب الذي افترضه الله علينا دفاعاً عن أنفسنا وأهلنا وطننا وتلبية لنداء النفير من ولاة أمرنا أهل الطاعة والبيعة الباقية في أعناقنا إلى يوم الدين، نضحي من أجلها ونموت من دونها في أي بقعة وفي أي ثغر من ثغور الإسلام يأمروننا بالدفاع عنه، لبينا نداءهم واستجبنا دعوتهم. نعم إننا مُتنا فهل تذكرتمونا يا أبناء جيراننا في الدين والدم والعرق حين طلبتم نجدتنا والعون بنا فلم نتأخر دقيقة واحدة عنكم بل جهّزنا أكفاننا على بنادقنا وسرنا إليكم ودافعنا عن أرضكم من عدوكم الغاشم، فمنا من استشهد ومنا من جرح وأصيب وكله فداء لكم، فهل تذكرتم تضحياتنا أم أنكم نسيتم دماءنا الطاهرة على رمل وطنكم العزيز الذي دافعنا عنه وكأنه وطننا وبيتنا، دحرنا عدوكم ورددنا ظلمه عنكم، ولكنكم نسيتمونا ولم تذكروا أمجادنا وبطولاتنا معكم، وكان أقل المطلوب شكراً وعرفاناً فلم نرد منكم مالاً ولا عوضاً دنيوياً. نعم عزيزي القارئ هؤلاء هم شهداء الواجب الذين لهم حق علينا في تذكرهم والتذكير بهم في كل وقت، في إعلامنا وجرائدنا وفي مجالسنا ومنتدياتنا وفي وسائل التواصل الاجتماعي. فهم أمان الوطن وحماة الديار وأسود الوغى وسيوف الحق في وجه الباطل وأهله. فلهم منّا كل التقدير والتحية والدعاء الخالص والدمع الحار  وأمنياتنا أن نراهم في جنات الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.