16 أكتوبر 2025
تسجيلانتصرت الكرة المستديرة، أفيون الشعوب، التي لا يحكمها ملك ولا أمير ولا رئيس ولا تنقاد تحت وصايته وولايته وحكمه، فهي عصيّة عليهم وعلى قراراتهم وأهدافهم الملتوية، إنها المستديرة، حكمها شباب صغار السن يتعايشون مع الغني والفقير، الكبير والصغير، الرجل والمرأة، همهم في الحياة النصر وإفراح الجماهير، لا يهتمون بسياسة أو أجندة خفيّة أو غير خفيّة همهم تمثيل بلدهم ووطنهم وأمتهم بأخلاق العظماء وكبريائهم. إنها المستديرة التي أذلت أقواماً وأعزت آخرين لا تعرف إلا قوانين المستطيل الأخضر، ملايين البشر ينتظرون أحكامها وقرارتها مهما سيّستها السياسة أو تطاولت عليها أيدي القادة ففي نهاية المطاف القرار قرارها والأمر أمرها تقصي من تشاء وتُربح من تشاء، وهذا ماحصل في أبوظبي عندما جُيّشت جيوش الإعلام واستأجرت الأقلام وغُيّب الجمهور وحُرم الإعلاميون من دخول الملعب لحساب طرف على طرف لكنها لم تلق لهم بالاً، فكان قرارها فوز المنتخب القطري بثلاثية جميلة في أسياد آسيا 2019، كُسرت فيها رؤوس وأُرغمت فيها أنوف وهُزت بها عروش، وتزلزلت بهم الأرض من تحت أقدامهم ذلاً وصغاراً، أمطرتهم السماء بفيض من الأهداف وعَبقٍ من الكبرياء والشموخ في نفوس شباب بالعشرينيات، علّموهم دروساً في الأدب والأخلاق وحسن التربية والثقة. عاد أسياد آسيا برؤوس الذهب وأقدام الكبار وشموخ السادة ليحتضنهم بين ذراعيه رأس الهرم وعضد الدولة وأمير الابتسامة الصادقة أمير البلاد المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبجانبه الأب الروحي للمنتخب الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير، وسط احتفالات عارمة وفرحة غامرة اكتست بهجتها على المواطن والمقيم، فوز له طعم آخر فيه نشوة النصر في زمن غُبن فيه الرجال وسُلبت فيه الأخوة وتسيّد فيه الرويبضة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل وما الرويبضة يا رسول الله: «قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» وما أكثرهم في زماننا. انكشفت أقنعتهم المستورة ووجوههم المستعارة في هذه البطولة فرأينا السِباب والشِتام ورمي الأحذية على الكرام حنقاً وخبثا، رغم أنها ليست أخلاق الشعوب الخليجية الأصيلة. في عقر الدار يتم فصل الخطاب وإسكات الساسة المتعجرفين الذين يظنون أن المال يشتري الكرة المستديرة وهي منهم براء فكل مافعلوه من صنوف الضغوط على المنتخب القطري أتى عكسياً على رؤوسهم، فمن حفر لأخيه حفرة وقع فيها ومن تمنى الشر لجاره لحقه عار الخزي والذلة إلى يوم الدين، وفي النهاية خرج العنابي من البطولة بكأس أسياد آسيا مرفوع الرأس شامخ الهامة في حكمة وثبات وعمل دؤوب ليثبت للعالم قول الشاعر: يمشي الهوينا ويأتي الأولا... وليري العالم رسالة السلام التي يحملها على أكتافه ومبادرات الأخوة التي يحملها في كنفه لجيرانه الذين بغوا عليه وقابلوه بتهم باطلة ليزيحوه عن الطريق الذي يؤمن به ويحاصروه حصاراً جائراً قطّعوا به أواصر الأسر وروابط الأخوة التي شربوا حليبها سوياً منذ الصغر. ولكن الخاتمة ستكون وخيمة عليهم فالتاريخ لا ينسى شيئاً لأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه وهاهي بوادر الحق تخرج رويداً رويداً في انتصارات قطر في كل مجالاتها إن كانت سياسية أو اجتماعية أو رياضية، والموعد 2022 حين تتراكض أقدام النجوم على أرضها ومشاهير العالم وساسة الدول ليجتمعوا في قطر، دار الكرم والضيافة والسلم والسلام. وأخيراً نبارك هذا النصر الكروي لأمير البلاد المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والقائم على هذا المنتخب الرائع الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وإلى الشعب القطري أجمع، فهنيئاً لكم هذا الأمير وهنيئاً لكم هذا المنتخب وهنيئاً لكم هذا الشعب وهنيئاً لكم هذه الدولة، حماها الله وحماكم من أعين الحاسدين والطامعين.